الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٨٥
للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله فقد مضت سنة الأولين قال في قريش وغيرها يوم بدر والأمم قبل ذلك * قوله تعالى (واعلموا أنما غنمتم) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال ثم وضع مقاسم الفئ وأعلمه قال واعلموا انما غنمتم من شئ بعد الذي مضى من بدر فأن لله خمسه وللرسول إلى الآخر الآية * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واعلموا انما غنمتم من شئ قال المخيط من شئ * وأخرج ابن المنذر عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه قال انما المال ثلاثة مغنم أو فئ أو صدقة فليس فيه درهم الا بين الله موضعه قال في المغنم واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم آمنتم بالله تحرجا عليهم وقال في الفئ كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم وقال في الصدقة فريضة من الله عليم حكيم * وأخرج عبد الرازق في المصنف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم عن قيس بن مسلم الجدلي قال سالت الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية عن قول الله واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه قال هذا مفتاح كلام لله الدنيا والآخرة وللرسول ولذي القربى فاختلفوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين السهمين قال قائل سهم ذوي القربى لقرابة الخليفة وقال قائل سهم النبي للخليفة من بعده واجتمع رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يجعلوا هذين السهمين في الخيل والعدة في سبيل الله تعالى فكان كذلك في خلافة أبى بكر وعمر رضي الله عنهما * وأخرج ابن جرير والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية فغنموا خمس الغنيمة فضرب ذلك الخمس في خمسة ثم قرأ واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول قال قوله فأن لله خمسه مفتاح كلام لله ما في السماوات وما في الأرض فجعل الله سهم الله والرسول واحدا ولذي القربى فجعل هذين السهمين قوة في الخيل والسلاح وجعل سهم اليتامى والمساكين وابن السبيل لا يعطيه غيرهم وجعل الأربعة الأسهم الباقية للفرس سهمين ولراكبه سهم وللراجل سهم * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضي الله عنه في قوله فأن لله خمسه يقول هو لله ثم قسم الخمس خمسة أخماس للرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت الغنيمة تقسم على خمسة أخماس فأربعة منها بين من قاتل عليها وخمس واحد يقسم على أربعة أخماس فربع لله وللرسول ولذي القربى يعنى قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان لله وللرسول فهو لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من الخمس شيئا والربع الثاني لليتامى والربع الثالث للمساكين والربع الرابع لابن السبيل وهو الضيف الفقير الذي ينزل بالمسلمين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله واعلموا أنما غنمتم من شئ الآية قال كان يجاء بالغنيمة فتوضع فيقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على خمسة أسهم فيعزل سهما منه ويقسم أربعة أسهم بين الناس يعنى لمن شهد الوقعة ثم يضرب بيده في جميع السهم الذي عزله فما قبض عليه من شئ جعله للكعبة فهو الذي سمى لله تعالى لا تجعلوا لله نصيبا فان لله الدنيا والآخرة ثم يعمد إلى بقية السهم فيقسمه على خمسة أسهم سهم للنبي صلى الله عليه وسلم وسهم لذي القربى وسهم لليتامى وسهم للمساكين وسهم لابن السبيل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله واعلموا أنما غنمتم من شئ قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وذو قرابته لا يأكلون من الصدقات شيئا لا يحل لهم فللنبي صلى الله عليه وسلم خمس الخمس ولذي قراباته خمس الخمس ولليتامى مثل ذلك وللمساكين مثل ذلك ولابن السبيل مثل ذلك * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه قال كان سهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعى الصفي ان شاء عبدا وان شاء فرسا يختاره قبل الخمس ويضرب له بسهمه ان شهد وان غاب وكانت صفية ابنة حيى من الصفي * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في الآية قال خمس الله والرسول واحد ان كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمل فيه ويصنع فيه ما شاء
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست