الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٨١
ابن جبير في قوله وإذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك قال نزلت في النضر بن الحارث * وأخرج ابن جرير عن عطاء قال نزلت في النضر وإذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وسأل سائل بعذاب واقع قال عطاء رضي الله عنه لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله * وأخرج ابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال رأيت عمرو بن العاصي واقفا على فرس يوم أحد وهو يقول اللهم ان كان ما يقول محمد حقا فاخسف بي وبفرسي * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون لبيك لا شريك لك لبيك فيقول النبي صلى الله عليه وسلم قد قد ويقولون لا شريك لك الا شريك هو لك تملكه وما ملك ويقولون غفرانك غفرانك فأنزل الله تعالى وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم الآية فقال ابن عباس رضي الله عنه كان فيهم أمانان النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقى الاستغفار ومالهم أن لا يعذبهم الله قال هو عذاب الآخرة وذلك عذاب الدنيا * وأخرج ابن جرير عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قالا قالت قريش بعضها لبعض محمد صلى الله عليه وسلم أكرمه الله من بيننا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء الآية فلما أمسوا ندموا على ما قالوا فقالوا غفرانك اللهم فأنزل الله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون إلى قوله لا يعلمون * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن أبزى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأنزل الله وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأنزل الله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فلما خرجوا أنزل الله ومالهم أن لا يعذبهم الله الآية فأذن في فتح مكة فهو العذاب الذي وعدهم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطية رضي الله عنه في قوله وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم يعنى المشركين حتى يخرجك منهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون قال يعنى المؤمنين ثم أعاد المشركين فقال ومالهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون يقول لو استغفروا وأقروا بالذنوب لكانوا مؤمنين وفى قوله ومالهم أن لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام يقول وكيف لا أعذبهم وهم لا يستغفرون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم قال بين أظهرهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون قال يسلمون * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي رضي الله عنه في قوله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون يقول وما كان الله معذبهم وهو لا يزال الرجل منهم يدخل في الاسلام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون قال وهم يدخلون في الاسلام * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار رضي الله عنه قال سئل سعيد بن جبير رضي الله عنه عن الاستغفار فقال قال الله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون يقول يعملون على الغفران وعلمت أن ناسا سيدخلون جهنم ممن يستغفرون بألسنتهم ممن يدعى الاسلام وسائر الملل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة والحسن رضي الله عنهما في قوله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون قالا نسختها الآية التي تليها ومالهم أن لا يعذبهم الله فقوتلوا بمكة فأصابهم فيها الجوع والحصر * وأخرج أبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه مثله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي مالك رضي الله عنه وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم يعنى أهل مكة وما كان الله معذبهم وفيهم المؤمنون يستغفرون * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن قتادة رضي الله عنه قال إن القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم أما داؤكم فذنوبكم وأما دواؤكم فالاستغفار * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن كعب رضي الله عنه قال العبد ليذنب الذنب الصغير فيحتقره ولا يندم عليه ولا يستغفر منه فيعظم عند الله حتى يكون مثل الطود ويذنب الذنب فيندم عليه ويستغفر منه فيصغر عند الله عز وجل حتى يغفر له * وأخرج الترمذي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الله على أمانين لامتي وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة * وأخرج أبو الشيخ والحاكم
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست