الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٧٩
* اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يجعل لكم فرقانا قال نجاة * واخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه مثله * واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يجعل لكم فرقانا قال نصرا * واخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله يجعل لكم فرقانا يقول مخرجا في الدنيا والآخرة * قوله تعالى (وإذ يمكر بك الذين كفروا) * أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والخطيب عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك قال تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه فاطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فبات على رضي الله عنه على فراش النبي صلى الله عليه وسلم وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا رضي الله عنه يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوه عليا رضي الله عنه رد الله مكرهم فقالوا أين صاحبك هذا قال لا أدرى فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا في الجبل فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نفرا من قريش ومن اشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة واعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل فلما رأوه قالوا من أنت قال شيخ من أهل نجد سمعت بما اجتمعتم له فأردت ان أحضركم ولن يعدمكم منى رأى ونصح قالوا أجل فادخل فدخل معهم فقال انظروا في شان هذا الرجل فوالله ليوشكن ان يواتيكم في أمركم بأمره فقال قائل احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير ونابغة فإنما هو كأحدهم فقال عدو الله الشيخ النجدي لا والله ما هذا لكم برأي والله ليخرجن رائد من محبسه لأصحابه فليوشكن ان يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم ثم يمنعوه منكم فما آمن عليكم ان يخرجوكم من بلادكم فانظروا في غير هذا الرأي فقال قائل فاخرجوه من بين أظهركم فاستريحوا منه فإنه إذا خرج لم يضركم ما صنع وأين وقع وإذا غاب عنكم أذاه استرحتم منه فإنه إذا خرج لم يضركم ما صنع وكان أمره في غيركم فقال الشيخ النجدي لا والله ما هذا لكم برأي ألم تروا حلاوة قوله وطلاقة لسانه واخذه للقلوب بما تستمع من حديثه والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب لتجتمعن إليه ثم ليسيرن إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم قالوا صدق والله فانظروا رأيا غير هذا فقال أبو جهل والله لأشيرن عليكم برأي ما أرى غيره قالوا وما هذا قال تأخذوا من كل قبيلة غلاما وسطا شابا مهدا ثم يعطى كل غلام منهم سيفا صارما ثم يضربوه به يعنى ضربة رجل واحد فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها فلا أظن هذا الحي من بنى هاشم يقدرون على حرب قريش كلهم وانهم إذا أرادوا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه فقال الشيخ النجدي هذا والله هو الرأي القول ما قال الفتى لا أرى غيره فتفرقوا على ذلك وهم مجتمعون له فأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره ان لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه وأخبره بمكر القوم فلم يبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته تلك الليلة وأذن الله له عند ذلك في الخروج وأمرهم بالهجرة وافترض عليهم القتال فأنزل الله أذن للذين يقاتلون فكانت هاتان الآيتان أول ما نزل في الحرب وأنزل بعد قدومه المدينة يذكره نعمته عليه وإذ يمكر بك الذين كفروا الآية * وأخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال لما ائتمروا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه قال له عمه أبو طالب هل تدرى ما ائتمروا بك قال يريدون ان يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني قال من حدثك بهذا قال ربى قال نعم الرب ربك استوص به خيرا قال أنا استوصى به بل هو يستوصي بي * وأخرج أبى جرير من طريق عبيد بن عمير رضي الله عنه عن المطلب بن أبي وداعة ان أبا طالب قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما يأتمر بك قومك قال يريدون أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني قال من حدثك بهذا قال ربى قال نعم الرب ربك فاستوص به خيرا قال أنا أستوصي به بل هو يستوصي بي فنزلت وإذ يمكر بك الذين كفروا * وأخرج ابن جرير
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست