الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٧٧
ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله يحول بين المرء وقلبه قال قد سبقت بها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ وصف لهم عن القضاء فقال لعمر رضي الله عنه وغيره ممن سأله من أصحابه اعمل فكل ميسر قال وما ذاك التيسير قال صاحب النار ميسر لعمل النار وصاحب الجنة ميسر لعمل الجنة * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه سمع غلاما يدعو اللهم انك تحول بين المرء وقلبه فحل بيني وبين الخطايا فلا أعمل بسوء منها فقال عمر رضي الله عنه رحمك الله ودعا له بخير * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله يحول بين المرء وقلبه قال في القرب منه * قوله تعالى (واتقوا فتنة) الآية * أخرج أحمد والبزار وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن مطرف قال قلنا للزبير يا أبا عبد الله ضيعتم الخليفة حتى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه فقال الزبير رضي الله عنه انا قرأنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ولم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت فينا حيث وقعت * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ونعيم بن حماد في الفتن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن الزبير رضي الله عنه قال لقد قرأنا زمانا وما نرى انا من أهلها فإذا نحن المعنيون بها واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال البلاء والامر الذين هو كائن * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال نزلت في علي وعثمان وطلحة والزبير * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال أما والله لقد علم أقوام حين نزلت انه سيخص بها قوم * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال علم والله ذوو الألباب من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية انه سيكون فتن * وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال نزلت في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة * وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدى في الآية قال هذه نزلت في أهل بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا فكان من المقتولين طلحة والزبير وهما من أهل بدر * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال أخبرت انهم أصحاب الجمل * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال تصيب الظالم والصالح عامة * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال هي يحول بين المرء وقلبه حتى يتركه لا يعقل * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واتقوا فتنة الآية قال أمر الله المؤمنين ان لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب * قوله تعالى (واذكروا إذ أنتم قليل) لآية * أخرج ابن المنذر وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله واذكروا إذ أنتم قليل الآية قال كان هذا الحي أذل الناس ذلا وأشقاه عيشا وأجوعه بطونا وأعراه جلودا وأبينه ضلالة معكوفين على رأس حجر بين فارس والروم لا والله ما في بلادهم يحسدون عليه من عاش منهم عاش شقيا ومن مات منهم ردى في النار يؤكلون ولا يأكلون لا والله ما نعلم قبيلا من حاضر الأرض يومئذ كان أشر منزلا منهم حتى جاء الله بالاسلام فمكن به في البلاد ووسع به في الرزق وجعلكم به ملوكا على رقاب الناس وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم فاشكروا لله نعمة فان ربكم منعم يحب الشكر وأهل الشكر في مزيد من الله عز وجل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله يتخطفكم الناس قال في الجاهلية بمكة فآواكم إلى الاسلام * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه في قوله يتخطفكم الناس قال الناس إذ ذاك فارس والروم * وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون ان يتخطفكم الناس قيل يا رسول الله ومن الناس قال أهل فارس * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى رضي الله عنه في قوله فآواكم قال إلى الأنصار بالمدينة وأيدكم بنصره قال يوم بدر * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست