الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٧٣
اضربوا الرقاب * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله واضربوا منهم كل بنان قال كل مفصل 6 * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله واضربوا منهم كل بنان قال اضرب منه الوجه والعين وارمه بشهاب من نار * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى واضربوا منهم كل بنان قال أطراف الأصابع وبلغة هذيل الجسد كله قال فأنشدني في كلتيهما قال نعم أما أطراف الأصابع فقول عنترة العبسي فنعم فوارس الهيجاء قومي * إذا علق الأعنة بالبنان وقال الهذلي في الجسد لها أسد شاكي البنان مقذف * له لبد أظفاره لم تقلم * وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبي داود المازني رضي الله عنه قال بينا أنا أتبع رجلا من المشركين يوم بدر فأهويت إليه بسيفي فوقع رأسه قبل ان يصل سيفي إليه فعرفت ان قد قتله غيري * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان قال ما وقعت يومئذ ضربة الا برأس أو وجه أو مفصل * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا) الآية * أخرج البخاري في تاريخه والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن نافع رضي الله عنه انه سال ابن عمر رضي الله عنهما قال انا قوم لا نثبت عند قتال عدونا ولا ندري من الفئة أمامنا أو عسكرنا فقال لي الفئة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ان الله تعالى يقول إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار قال انما أنزلت هذه الآية في أهل بدر لا قبلها ولا بعدها * وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله ومن يولهم يومئذ دبره قال إنها كانت لأهل بدر خاصة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي نضرة رضي الله عنه في قوله ومن يولهم يومئذ دبره الآية قال نزلت يوم بدر ولم يكن لهم ان ينحازوا ولو انحازوا لم ينحازوا الا للمشركين * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لا تغرنكم هذه الآية فإنها كانت يوم بدر وانا فئة لكل مسلم * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال ذاكم يوم بدر لانهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال نزلت في أهل بدر خاصة ما كان لهم ان يهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتركوه * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ومن يولهم يومئذ دبره قال انما كانت يوم بدر خاصة ليس الفرار من الزحف من الكبائر * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ومن يولهم يومئذ دبره قال ذاك في يوم بدر * وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال انما كان يوم بدر ولم يكن للمسلمين فئة ينحازون إليها * وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضي الله عنه ومن يولهم يومئذ دبره قال يرون ان ذلك في بدر ألا ترى انه يقول ومن يولهم يومئذ دبره * وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن يزيد بن أبي حبيب رضي الله عنه قال أوجب الله تعالى لمن فر يوم بدر النار قال ومن يولهم يومئذ دبره إلى قوله فقد باء بغضب من الله فلما كان يوم أحد بعد ذلك قال انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم ثم كان يوم حنين بعد ذلك بسبع سنين فقال ثم وليتم مدبرين ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ومن يولهم يومئذ دبره قال يعنى يوم بدر خاصة منهزما الا متحرفا لقتال يعنى مستطردا يريد الكرة على المشركين أو متحيزا إلى فئة يعنى أو ينحاز إلى أصحابه من غير هزيمة فقد باء بغضب من الله يقول استوجب سخطا من الله ومأواه جهنم وبئس المصير فهذا يوم بدر خاصة كأن الله شدد على المسلمين يومئذ ليقطع دابر الكافرين وهو أول قتال قاتل فيه المشركين من أهل مكة * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال المتحرف المتقدم في أصحابه انه يرى غرة من العدو فيصيبها والمتحيز الفار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكذلك من فر اليوم إلى أميره وأصحابه
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست