الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٦٢
الثالثة ان الله قد عفا عنكم فيقوم الناس قد تعلق بعضهم ببعض في ظلامات الدنيا ثم ينادى يا أهل التوحيد يعفو بعضكم عن بعض وعلى الله الثواب * وأخرج ابن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة نادى مناد يا أهل التوحيد ان الله قد عفا عنكم فليعف بعضكم عن بعض وعلى الثواب * قوله تعالى (انما المؤمنون) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم قال فرقت قلوبهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم قال المنافقون لا يدخل قلوبهم شئ من ذكر الله عند أداء فرائضه ولا يؤمنون بشئ من آيات الله ولا يتوكلون على الله ولا يصلون إذا غابوا ولا يؤدون زكاة أموالهم فأخبر الله انهم ليسوا بمؤمنين ثم وصف المؤمنين فقال انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم فأدوا فرائضه * وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وأبو الشيخ من طريق شهر بن حوشب عن أبي الدرداء قال انما الوجل في القلب كاحتراق السعفة يا شهر أما تجد قشعريرة قلت بلى قال فادع عندها فان الدعاء يستجاب عند ذلك * وأخرج الحكيم الترمذي عن عائشة قالت ما الوجل في قلب المؤمن الا كضرمة السعفة فإذا وجد أحدكم فليدع عند ذلك * واخرج الحكيم الترمذي عن ثابت البناني قال قال فلان انى لأعلم متى يستجاب لي قالوا ومن أين يعلم ذاك قال إذا اقشعر جلدي ووجل قلبي وفاضت عيناي فذاك حين يستجاب لي * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الايمان عن السدى في قوله انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم قال هو الرجل يريد ان يظلم أو يهم بمعصية فيقال له اتق الله فيجل قلبه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله زادتهم ايمانا قال تصديقا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن انس في قوله زادتهم ايمانا قال زادتهم خشية * واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله زادتهم ايمانا قال الايمان يزيد وينقص وهو قول وعمل * وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عيينة قال نطق القرآن بزيادة الايمان ونقصانه قوله زادتهم ايمانا فهذه زيادة الايمان وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه * وأخرج الحكيم الترمذي عن عمر بن الخطاب قال لو وزن ايمان أبى بكر بايمان أهل الأرض لرجح ايمان أبى بكر * قوله تعالى (وعلى ربهم يتوكلون) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وعلى ربهم يتوكلون يقول لا يرجون غيره * واخرج ابن أبي شيبة واحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن سعيد بن جبير قال التوكل على الله جماع الايمان * وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال التوكل جماع الايمان * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير قال التوكل على الله نصف الايمان * قوله تعالى (الذين يقيمون الصلاة) الآية * أخرج أبو الشيخ عن حسان بن عطية قال إن الايمان في كتاب الله صار إلى العمل فقال انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون ثم صيرهم إلى العمل فقال الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا * قوله تعالى (أولئك هم المؤمنون حقا) * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أولئك هم المؤمنون حقا قال برئوا من الكفر * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس أولئك هم المؤمنون حقا قال خالصا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله أولئك هم المؤمنون حقا قال استحقوا الايمان بحق فأحقه الله لهم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن الضريس عن أبي سنان قال سئل عمرو بن مرة عن قوله أولئك هم المؤمنون حقا قال انما نزل القرآن بلسان العرب كقولك فلان سيد حقا وفى القوم سادة وفلان شاعر حقا وفى القوم شعراء * وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق في قوله أولئك هم المؤمنون حقا قال كان قوم يسرون الكفر ويظهرون الايمان وقوم يسرون الايمان ويظهرونه فأراد الله ان يميز بين هؤلاء وهؤلاء فقال انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم حتى انتهى إلى قوله أولئك هم المؤمنون حقا الذين يسرون الايمان ويظهرونه لا هؤلاء الذين يسرون الكفر ويظهرون الايمان * وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن مرة في قوله أولئك هم المؤمنون حقا قال فضل بعضهم على بعض وكل مؤمنون * وأخرج الطبراني عن الحارث بن مالك الأنصاري انه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست