الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٣ - الصفحة ١٨٣
لا يعذبهم الله وهم يجحدون آيات الله ويكذبون رسله وان كان فيهم ما يدعون * وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله وهم يصدون عن المسجد الحرام أي من آمن بالله وعبده أنت ومن اتبعك وما كانوا أولياءه ان أولياؤه الا المتقون الذين يخرجون منه ويقيمون الصلاة عنده أي أنت ومن آمن بك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان أولياؤه الا المتقون قال من كانوا حيث كانوا * وأخرج البخاري في الأدب المفرد والطبراني والحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه أجمع لي قومك فجمعهم فلما حضروا باب النبي صلى الله عليه وسلم دخل عمر رضي الله عنه عليه فقال قد جمعت لك قومي فسمع ذلك الأنصار فقالوا قد نزل في قريش الوحي فجاء المستمع والناظر ما يقال لهم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقام بين أظهرهم فقال هل فيكم من غيركم قالوا نعم فينا حليفنا وابن أختنا وموالينا؟؟؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم حليفنا منا وابن أختنا منا ومولانا منا أنتم تسمعون ان أوليائي منكم الا المتقون فان كنتم أولئك فذلك والا فانظروا لا يأتي الناس بالاعمال يوم القيامة وتأتون بالأثقال فيعرض عنكم * وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أوليائي يوم القيامة المتقون وان كان نسب أقرب من نسب فلا يأتيني الناس بالاعمال وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم فأقول هكذا وهكذا الا وأعرض في كل عطفيه * وأخرج ابن مردويه والطبراني والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من آلك فقال كل تقى وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أولياؤه الا المتقون * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عمرو بن العاصي رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن آل فلان ليسوا لي بأولياء انما وليي الله وصالح المؤمنين * وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا * قوله تعالى (وما كان صلاتهم) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد ابن جبير رضي الله عنه قال كانت قريش يعارضون النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف يستهزؤن ويصفرون ويصفقون فنزلت وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدية * وأخرج أبو الشيخ عن نبيط وكان من الصحابة رضي الله عنه في قوله وما كان صلاتهم عند البيت الآية قال كانوا يطوفون بالبيت الحرام وهم يصفرون * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والضياء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانوا يطوفون بالبيت عراة تصفر وتصفق فأنزل الله وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدية قال والمكاء الصفير وانما شبهوا بصفير الطير وتصدية التصفيق وأنزل فيهم قل من حرم زينة الله الآية * وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل الا مكاء وتصدية قال المكاء صوت القنبرة والتصدية صوت العصافير وهو التصفيق وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة وهو بمكة كان يصلى قائما بين الحجر والركن اليماني فيجئ رجلان من بنى سهم يقوم أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ويصيح أحدهما كما يصيح المكاء والآخر يصفق بيديه تصدية العصافير ليفسد عليه صلاته قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت حسان بن ثابت رضى الله تعالى عنه يقول نقوم إلى الصلاة إذا دعينا * وهمتك التصدي والمكاء وقال آخر من الشعراء في التصدية حتى تنبهنا سحيرا * قبل تصدية العصافير * وأخرج ابن المنذر من طريق عطية عن ابن عباس رضي الله عنه قال المكاء الصفير كان أحدهما يضع يده على الأخرى ثم يصفر * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الا مكاء وتصدية قال المكاء الصفير والتصدية التصفيق * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال المكاء الصفير والتصدية التصفيق * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال المكاء
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست