تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٨٢
وقوله سبحانه: * (وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام) * قيل: الجسد من الأحياء:
مالا يتغذى، وقيل: الجسد يعم المتغذى من الأجسام وغير المتغذى ف‍ * (جعلناهم جسدا) * على التأويل الأول: منفى، وعلى الثاني: موجب، والنفي واقع على صفته.
وقوله سبحانه: * (ثم صدقناهم الوعد) * الآية، هذه آية وعيد.
وقوله: * (ومن نشاء) * يعنى من المؤمنين، و * (المسرفون) *: الكفار، ثم وبخهم تعالى بقوله: * (لقد أنزلنا إليكم كتابا) * / يعنى: القرآن، * (فيه ذكركم) *، أي: شرفكم، آخر الدهر، وفى هذا التحريض لهم، ثم أكد التحريض بقوله: * (أفلا تعقلون) * و * (كم) * للتكثير، و * (قصمنا) * معناه: أهلكنا، وأصل القصم: الكسر في الأجرام، فإذا استعير للقوم والقرية ونحو ذلك فهو ما يشبه الكسر وهو إهلاكهم، و * (أنشأنا) *، أي: خلقنا وبثثنا أمة أخرى غير المهلكة.
وقوله: * (فلما أحسوا) * وصف عن حال قرية من القرى المجملة أولا; قيل: كانت باليمن تسمى " حضور "، بعث الله تعالى إلى أهلها رسولا فقتلوه، فأرسل الله تعالى عليهم بختنصر صاحب بني إسرائيل فهزموا جيشه مرتين، فنهض في الثالثة بنفسه، فلما هزمهم، وأخذ القتل فيهم ركضوا هاربين، ويحتمل أن لا يريد بالآية قرية بعينها، وأن هذا وصف حال كل قرية من القرى المعذبة إذا أحسوا العذاب; من أي نوع كان; أخذوا في الفرار و * (أحسوا) * باشروه بالحواس.
* ص *: * (إذا هم منها يركضون) * " إذا " الفجائية، وهي وما بعدها جواب لما.
انتهى.
وقوله: * (لا تركضوا) * يحتمل على الرواية المتقدمة أن يكون من قول رجال بختنصر على جهة الخداع والاستهزاء بهم، فلما انصرفوا راجعين أمر بختنصر أن ينادى فيهم: يا ثارات النبي المقتول، فقتلوا بالسيف عن آخرهم.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381