تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٠
وقوله تعالى: * (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) *: هو تذكير بيوم القيامة، والفوج الجماعة الكثيرة، و * (يوزعون) * معناه: يكفون في السوق، يحبس أولهم على آخرهم; قاله قتادة، ومنه وازع الجيش، ثم أخبر - تعالى - عن توقيفه الكفرة يوم القيامة وسؤالهم على جهة التوبيخ: * (أكذبتم...) * الآية، ثم قال: * (أما ذا كنتم تعلمون) * على معنى استيفاء الحجج، أي: إن كان لكم عمل أو حجة فهاتوها. ثم أخبر عن وقوع القول عليهم، أي:
نفوذ العذاب وحتم القضاء وأنهم لا ينطقون بحجة، وهذا في موطن من مواطن القيامة.
ولما تكلم المحاسبي على أهوال القيامة، قال: واذكر الصراط بدقته وهوله; وزلته وعظيم خطره; وجهنم تخفق بأمواجها من تحته، فياله من منظر; ما أفظعه وأهوله، فتوهم ذلك بقلب فارغ، وعقل جامع، فإن أهوال يوم القيامة إنما خفت على الذين توهموها في الدنيا بعقولهم، فتحملوا في الدنيا الهموم خوفا من مقام ربهم، فخففها مولاهم يوم القيامة عنهم، انتهى من " كتاب التوهم ".
* (ويوم ينفخ في الصور) * وهو القرن في قول جمهور الأمة، وصاحب الصور هو إسرافيل - عليه السلام -، وهذه النفخة المذكورة هنا هي نفخة الفزع /، وروى أبو هريرة أنها ثلاث نفخات: نفخة الفزع، وهو فزع حياة الدنيا وليس بالفزع الأكبر، ونفخة الصعق، ونفخة القيام من القبور. وقالت فرقة: إنما هما نفختان: كأنهم جعلوا الفزع والصعق في نفخة واحدة مستدلين بقوله تعالى: * (ثم نفخ فيه أخرى...) * الآية [الزمر: 68].
قالوا: وأخرى لا يقال إلا في الثانية. قال * ع *: والأول أصح، وأخرى يقال في الثالثة، ومنه قوله تعالى: * (ومناة الثالثة الأخرى) *. [النجم: 20].
وقوله تعالى: * (إلا من شاء الله) * استثناء فيمن قضى الله سبحانه من ملائكته، وأنبيائه، وشهداء عبيده أن لا ينالهم فزع النفخ في الصور، حسب ما ورد في ذلك من الآثار.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381