تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٥٦
وقوله: * (قد كانت آياتي تتلى عليكم) * يعني القرآن و * (تنكصون) * معناه: ترجعون وراءكم، وهذه استعارة للإعراض والإدبار عن الحق و * (مستكبرين) * حال والضمير في * (به) *: عائد على الحرم والمسجد وإن لم يتقدم له ذكر; لشهرته، والمعنى: إنكم تعتقدون في نفوسكم أن لكم بالمسجد الحرام أعظم الحقوق على الناس والمنزلة عند الله، فأنتم تستكبرون لذلك، وليس الاستكبار من الحق.
وقالت فرقة: الضمير عائد على القرآن المعنى: يحدث لكم سماع آياتي ولا كبرا وطغيانا، وهذا قول جيد، وذكر منذر ابن سعيد: أن الضمير للنبي صلى الله عليه وسلم وهو متعلق بما بعده، كأن الكلام تم في قوله: * (مستكبرين) * ثم قال: بمحمد عليه السلام سامرا تهجرون، و * (سامرا) * حال، وهو مفرد بمعنى الجمع; يقال: قوم سمر وسمر وسامر، ومعناه: سهر الليل مأخوذ من السمر وهو ما يقع على الأشخاص من ضوء القمر، وكانت العرب تجلس للسمر تتحدث وهذا أوجب معرفتها بالنجوم; لأنها تجلس في الصحراء فترى الطوالع من الغوارب، وقرأ أبو رجاء: " سمارا " وقرأ ابن عباس وغيره: " سمرا " وكانت قريش تسمر حول الكعبة في أباطيلها لم وكفرها، وقرأ السبعة غير نافع: " تهجرون " بفتح التاء
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381