تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥١٢
أعطاه للمال، وكقوله عليه الصلاة والسلام في صفة جهنم: " أسود من القار " وفي صفة حوضه " أبيض من اللبن ".
* ت *: وقد تقدم أن " أسود " من " سود "، وما في ذلك من النقد، وقال مجاهد:
(أمدا) معناه عددا، وهذا تفسير بالمعنى.
وقوله سبحانه: (وزدناهم هدى)، أي: يسرناهم للعمل الصالح، والانقطاع إلى الله عز وجل، ومباعدة الناس، والزهد في الدنيا، وهذه زيادات على الإيمان.
وقوله سبحانه: (وربطنا على قلوبهم): عبارة عن شدة عزم، وقوة صبر، ولما كان الفزع وخور النفس يشبه بالتناسب الانحلال، حسن في شدة النفس، وقوة التصميم أن يشبه الربط، ومنه يقال: فلان رابط الجأش، إذا كان لا تفرق نفسه عند الفزع والحروب وغيرها، ومنه الربط على قلب أم موسى.
وقوله تعالى: (إذا قاموا) يحتمل أن يكون وصف قيامهم بين يدي الملك الكافر، فإنه مقام يحتاج إلى الربط على القلب، ويحتمل أن يعبر بالقيام على انبعاثهم بالعزم على
(٥١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة