تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٤
بالآية، ومن هذه اللفظة قول حسان رضي الله عنه: [الطويل] لنا القدم العليا إليك وخلفنا * لأولنا في طاعة الله تابع ومن هذه اللفظة قوله صلى الله عليه وسلم: " حتى يضع الجبار فيها قدمه " أي ما قدم لها، هذا على أن الجبار اسم الله تعالى، و " الصدق " هنا بمعنى الصلاح، وقال البخاري: قال زيد بن أسلم: (قدم صدق) محمد صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وقولهم: (إن هذا لسحر مبين): إنما هو بسبب أنه فرق بذلك كلمتهم، وحال بين القريب وقريبه، فأشبه ذلك ما يفعله الساحر في ظنهم القاصر، فسموه ساحرا.
وقوله سبحانه: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام...) الآية: هذا ابتداء دعاء إلى عبادة الله عز وجل وتوحيده، وذكر بعض الناس أن الحكمة في خلق الله تعالى هذه الأشياء في مدة محدودة ممتدة، وفي القدرة أن يقول لها: كن، فتكون، إنما هي ليعلم عباده التؤدة والتماهل في الأمور، قال * ع *: وهذا مما لا يوصل إلى تعليله، وعلى هذا هي الأجنة في البطون، وخلق الثمار، وغير ذلك، والله عز وجل قد جعل لكل شئ قدرا، وهو أعلم بوجه الحكمة في ذلك.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة