تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٠
وقوله تعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا): يتضمن الشهادات والأحكام والتوسط بين الناس وغير ذلك، أي: ولو كان ميل الحق على قراباتكم.
وقوله سبحانه: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه): الإشارة ب‍ (هذا) هي إلى الشرع الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقال الطبري: الإشارة هي إلى هذه الوصايا التي تقدمت من قوله: (قل تعالوا)، وقال ابن مسعود: إن الله سبحانه جعل طريقه صراطا مستقيما طرفه محمد صلى الله عليه وسلم وشرعه، ونهايته الجنة، وتتشعب منه طرق، فمن سلك الجادة نجا، ومن خرج إلى تلك الطرق أفضت به إلى النار، وقال أيضا: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا، فقال: " هذا سبيل الله " ثم خط عن يمين ذلك وعن شماله خطوطا، فقال: " هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها "، ثم قرأ هذه الآية.
قال * ع *: وهذه الآية تعم أهل الأهواء والبدع والشذوذ في الفروع وغير ذلك من أهل التعمق في الجدل والخوض في الكلام، هذه كلها عرضة للزلل، ومظنة لسوء المعتقد، و (لعلكم) ترج بحسبنا، ومن حيث كانت المحرمات الأول لا يقع فيها عاقل قد نظر بعقله جاءت العبارة: (لعلكم تعقلون)، والمحرمات الأخر شهوات، وقد يقع فيها من العقلاء من لم يتذكر، وركوب الجادة الكاملة يتضمن فعل الفضائل، وتلك درجة التقوى.
(ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شئ وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (154) وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون (155) أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين (156) أو تقولوا لو أنا أنزل علينا
(٥٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة