تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١٥٩
بسم الله الرحمن الرحيم سورة النساء مدنية إلا آية واحدة نزلت بمكة عام الفتح، وهي: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها...) [النساء: 58] الآية: وفي البخاري: عن عائشة (رضي الله عنها)، أنها قالت:
ما نزلت سورة النساء إلا وأنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعنى: قد بنى بها.
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (1)) قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم...) الآية: في الآية تنبيه على الصانع، وعلى افتتاح الوجود، وفيها حض على التواصل لحرمة هذا النسب، والمراد بالنفس آدم صلى الله عليه وسلم، وقال: (واحدة)، على تأنيث لفظ النفس، و (زوجها)، يعني: حواء، قال ابن عباس وغيره: خلق الله آدم وحشا في الجنة وحده، ثم نام، فانتزع الله إحدى أضلاعه القصيري من شماله، وقيل: من يمينه، فخلق منها حواء، ويعضد هذا - الحديث الصحيح في قوله صلى الله عليه وسلم: " إن المرأة خلقت من ضلع أعوج... " الحديث، (وبث): معناه: نشر، كقوله تعالى: (كالفراش المبثوث) [القارعة: 4] أي: المنتشر، وفي تكرير الأمر بالتقوى
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة