مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٧٥
على الأرائك متكئون - متكئين عليها متقابلين) تل: أصل التل المكان المرتفع والتليل العتيق (وتله للجبين) أسقطه على التل كقولك تربه أسقطه على التراب، وقيل أسقطه على تليله، والمتل الرمح الذي يتل به.
تلى: تبعه متابعة ليس بينهم ما ليس منها وذلك يكون تارة بالجسم وتارة بالاقتداء في الحكم ومصدره تلو وتلو، وتارة بالقراءة أو تدبر المعنى ومصدره تلاوة (والقمر إذا تلاها) أراد به هاهنا الاتباع على سبيل الاقتداء والمرتبة وذلك أنه يقال إن القمر هو يقتبس النور من الشمس وهو لها بمنزلة الخليفة وقيل وعلى هذا نبه قوله: (جعل الشمس ضياء والقمر نورا) والضياء أعلى مرتبة من النور، إذ كان كل ضياء نورا وليس كل نور ضياء (ويتلوه شاهد منه) أي يقتدى به ويعمل بموجب قوله (يتلون آيات الله) والتلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة وتارة بالارتسام لما فيها من أمر ونهى وترغيب وترهيب، أو ما يتوهم فيه ذلك وهو أخص من القراءة، فكل تلاوة قراءة وليس كل قراءة تلاوة، لا يقال تلوت رقعتك وإنما يقال في القرآن في شئ إذا قرأته وجب عليك اتباعه (هنالك تتلو كل نفس ما أسلفت - وإذا تتلى عليهم آياتنا - أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم - قل لو شاء الله ما تلوته عليكم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا) فهذا بالقراءة وكذلك (واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك - واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق - والتاليات ذكرا) وأما قوله (يتلونه حق تلاوته) فاتباع له بالعلم والعمل (ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم) أي ننزله (واتبعوا ما تتلوا الشياطين)، واستعمل فيه لفظ التلاوة لما كان يزعم الشيطان أن ما يتلونه من كتب الله، والتلاوة والتلية بقية مما يتلى أي يتتبع، وأتليته أي أبقيت منه تلاوة أي تركته قادرا على أن يتلوه وأتليت فلانا على فلان بحق أي أحلته عليه، ويقال فلان يتلو على فلان، ويقول عليه أي يكذب عليه قال: (أتقولون على الله الكذب) ويقال لا أدري ولا أتلي ولا دريت ولا تليت وأصله ولا تلوت فقيل للمزاوجة كما قيل: " مأزورات غير مأجورات " وإنما هو موزورات.
تمام: تمام الشئ انتهاؤه إلى حد لا يحتاج إلى شئ خارج عنه والناقص ما يحتاج إلى شئ خارج عنه ويقال ذلك للمعدود والممسوح،
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست