مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٠٤
طعم: الطعم تناول الغذاء ويسمى ما يتناول منه طعم وطعام، قال: (وطعامه متاعا لكم) قال وقد اختص بالبر فيما روى أبو سعيد " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصدقة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من شعير " قال:
(ولا طعام إلا من غسلين - طعاما ذا غصة - طعام الأثيم - ولا يحض على طعام المسكين) أي إطعامه الطعام (فإذا طعمتم فانتشروا) وقال تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) قيل وقد يستعمل طعمت في الشراب كقوله: (من شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى) وقال بعضهم: إنما قال (ومن لم يطعمه) تنبيها أنه محظور أن يتناول إلا غرفة مع طعام كما أنه محظور عليه أن يشربه إلا غرفة فإن الماء قد يطعم إذا كان مع شئ يمضغ، ولو قال ومن لم يشربه لكان يقتضى أن يجوز تناوله إذا كان في طعام، فلما قال: (ومن لم يطعمه) بين أنه لا يجوز تناوله على كل حال إلا قدر المستثنى وهو الغرفة باليد، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في زمزم " إنه طعام طعم وشفاء سقم " فتنبيه منه أنه يغذي بخلاف سائر المياه، واستطعمه فأطعمه، قال: (استطعما أهلها - وأطعموا القانع والمعتر - ويطعمون الطعام - أنطعم من لو يشاء الله أطعمه - الذي أطعمهم من جوع - وهو يطعم ولا يطعم - وما أريد أن يطعمون) وقال عليه الصلاة والسلام: " إذا استطعمكم الامام فأطعموه " أي إذا استخلفكم عند الارتياح فلقنوه، ورجل طاعم حسن الحال، ومطعم مرزوق، ومطعام كثير الاطعام، ومطعم كثير الطعم، والطعمة ما يطعم.
طعن: الطعن الضرب بالرمح وبالقرن وما يجرى مجراهما، وتطاعنوا واطعنوا واستعير للوقيعة، قال: (وطعنا في الدين - وطعنوا في دينكم).
طغى: طغوت وطغيت طغوانا وطغيانا وأطغاه كذا حمله على الطغيان، وذلك تجاوز الحد في العصيان، قال (إنه طغى - إن الانسان ليطغى) وقال (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى - ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى) وقال تعالى: (فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا - في طغيانهم يعمهون - إلا طغيانا كبيرا - وأن للطاغين لشر مآب - قال قرينه ربنا ما أطغيته) والطغوى الاسم منه، قال (كذبت ثمود بطغواها) تنبيها أنهم لم يصدقوا إذا خوفوا بعقوبة طغيانهم. وقوله (هم أظلم وأطغى) تنبيها أن الطغيان لا يخلص الانسان فقد كان قوم نوح أطغى منهم فأهلكوا. وقوله (إنا لما طغى الماء) فاستعير الطغيان فيه لتجاوز الماء الحد وقوله (فأهلكوا) بالطاغية) فإشارة إلى الطوفان المعبر عنه بقوله (إنا لما طغى الماء) والطاغوت عبارة
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست