مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٤٠
كثيرا من ولد آدم صلى الله عليه وسلم، لا أنه كان يعرف بذلك فقط فإن هذا قليل الفائدة.
وقوله عز وجل: (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) أي يخرج الانسان من النطفة، والدجاجة من البيضة، ويخرج النبات من الأرض ويخرج النطفة من الانسان.
وقوله عز وجل: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) وقوله تعالى: (فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله) فالتحية أن يقال حياك الله أي جعل لك حياة وذلك إخبار، ثم يجعل دعاء. ويقال حيا فلان فلانا تحية إذا قال له ذلك، وأصل التحية من الحياة ثم جعل ذلك دعاء تحية لكون جميعه غير خارج عن حصول الحياة، أو سبب حياة إما في الدنيا وإما في الآخرة، ومنه التحيات لله. وقوله عز وجل: (ويستحيون نساءكم) أي يستبقونهن، والحياء انقباض النفس عن القبائح وتركه لذلك يقال حيى فهو حي، واستحيا فهو مستحي، وقيل استحى فهو مستح، قال الله تعالى: (إن الله لا يستحيى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها) وقال عز وجل: (والله لا يستحيى من الحق) وروى:
" إن الله تعالى يستحى من ذي الشيبة المسلم أن يعذبه " فليس يراد به انقباض النفس إذ هو تعالى منزه عن الوصف بذلك وإنما المراد به ترك تعذيبه، وعلى هذا ما روى:
" إن الله حيى " أي تارك للقبائح فاعل للمحاسن.
حوايا: الحوايا جمع حوية وهي الأمعاء، ويقال للكساء الذي يلف به السنام حوية وأصله من حويت كذا حيا وحواية، قال الله تعالى: (أو الحوايا أو ما اختلط بعظم).
حوا: قوله عز وجل: (فجعله غثاء أحوى) أي شديد السواد وذلك إشارة إلى الدرين نحو:
* وطال حبس بالدرين الأسود * وقيل تقديره (والذي أخرج المرعى) أحوى فجعله غثاء والحوة شدة الخضرة وقد احووي يحووي احوواء نحو ارعوى، وقيل ليس لهما نظير، وحوى حوة ومنه أحوى وحوى.
(١٤٠)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست