مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٣٦
كل جمع منضم بعضه إلى بعض، وحزت الشئ أحوزه حوزا، وحمى حوزته أي جمعه وتحوزت الحية وتحيزت أي تلوت، والأحوزي الذي جمع حوزه متشمرا وعبر به عن الخفيف السريع.
حاشى: قال الله تعالى: (وقلن حاش لله) أي بعدا منه. قال أبو عبيدة: هي تنزيه واستثناء، وقال أبو علي الفسوي رحمه الله: حاش ليس باسم لان حرف الجر لا يدخل على مثله، وليس بحرف لان الحرف لا يحذف منه ما لم يكن مضعفا، تقول حاش وحاشى، فمنهم من جعل حاش أصلا في بابه وجعله من لفظة الحوش أي الوحش ومنه حوشي الكلام. وقيل الحوش فحول جن نسبت إليها وحشة الصيد.
وأحشته إذا جئته من حواليه لتصرفه إلى الحبالة، واحتوشوه وتحوشوه: أتوه من جوانبه والحوش أن يأكل الانسان من جانب الطعام ومنهم من حمل ذلك مقلوبا من حشي ومنه الحاشية وقال:
* وما أحاشى من الأقوام من أحد * كأنه قال لا أجعل أحدا في حشا واحد فأستثنيه من تفضيلك عليه، قال الشاعر:
ولا يتحشى الفحل إن أعرضت به * ولا يمنع المرباع منه فصيلها حاص: قال تعالى: (هل من محيص) وقوله تعالى: (ما لنا من محيص) أصله من حيص بيص أي شدة، وحاص عن الحق يحيص أي حاد عنه إلى شدة ومكروه. وأما الحوص فخياطة الجلد ومنه حصيت عين الصقر.
حيض: الحيض الدم الخارج من الرحم على وصف مخصوص في وقت مخصوص، والمحيض الحيض ووقت الحيض وموضعه على أن المصدر في هذا النحو من الفعل يجئ على مفعل نحو معاش ومعاد وقول الشاعر:
* لا يستطيع بها القراد مقيلا * أي مكانا للقيلولة وإن كان قد قيل هو مصدر ويقال ما في برك مكيل ومكال.
حائط: الحائط الجدار الذي يحوط بالمكان والإحاطة تقال على وجهين أحدهما في الأجسام نحو أحطت بمكان كذا أو تستعمل في الحفظ نحو: (إن الله بكل شئ محيط) أي حافظ له من جميع جهاته وتستعمل في المنع نحو: (إلا أن يحاط بكم) أي إلا أن تمنعوا وقوله:
(أحاطت به خطيئته) فذلك أبلغ استعارة وذاك أن الانسان إذا ارتكب ذنبا واستمر عليه استجره إلى معاودة ما هو أعظم منه فلا يزال يرتقى حتى يطبع على قلبه فلا يمكنه أن يخرج عن تعاطيه، والاحتياط استعمال ما فيه الحياطة أي الحفظ. والثاني في العلم نحو قوله:
(أحاط بكل شئ علما) وقوله عز وجل: (إن الله بما تعملون محيط) وقوله: (إن ربى بما تعملون محيط) والإحاطة بالشئ علما هي أن
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست