تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٢٤٤
ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم) المراد بهؤلاء رؤساء الضلال من كفار مكة ومن يلحق بهم لأنهم الذين صدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول وعادوه أشد المعاداة بعد ما تبين لهم الهدى.
وقوله: (لن يضروا الله شيئا) لان كيد الانسان ومكره لا يرجع إلا إلى نفسه ولا يضر إلا إياه، وقوله: (وسيحبط أعمالهم) أي مساعيهم لهدم أساس الدين وما عملوه لاطفاء نور الله، وقيل: المراد إحباط أعمالهم وإبطالها فلا يثابون في الآخرة على شئ من أعمالهم، والمعنى الأول أنسب للسياق لان فيه تحريض المؤمنين وتشجيعهم على قتال المشركين وتطييب نفوسهم أنهم هم الغالبون كما تفيده الآيات التالية.
(بحث روائي) في المجمع في قوله تعالى: (ومنهم من يستمع إليك) الخ، عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: إنا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا ومن يعيه فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفا.
وفي الدار المنثور أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بعث أنا والساعة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى.
أقول: وروي هذا اللفظ عنه صلى اله عليه واله وسلم بطريق أخرى عن أبي هريرة وسهل ابن مسعود.
وفيه أخرج ابن أبي شبية والبخاري ومسلم وابن ماجة وابن مردويه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما بارزا للناس فأتاه رجل فقال رجل فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها.
إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها، وإذا كانت الحفاة العروة رعاء الشاء رؤس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاء الغنم في البنيان فذاك من أشراطها.
وفي العلل بإسناده إلى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل يقول فيه لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل: أما أشراط الساعة فنار تحشر ا لناس من المشرق إلى المغرب.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست