تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٤٠٧
(وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) قال: يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه. الحديث.
أقول: ورواه أيضا عن عبد الاعلى عنه عليه السلام، ورواه البرقي أيضا في المحاسن.
وفى تفسير القمي: (لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة) قال الصادق عليه السلام: هكذا نزلت وهم أبو ذر وأبو خيثمة وعمير بن وهب الذين تخلفوا ثم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أقول: وقد استخرجناه من حديث طويل أورده القمي في تفسيره في قوله تعالى: (ولو أرادوا الخروج لاعدوا له عدة) الآية: 46 من السورة، وروى قراءة (بالنبي) في المجمع عنه وعن الرضا عليهما السلام.
وفي المجمع في قوله: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) وقرء على بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهم السلام وأبو عبد الرحمن السلمى. خالفوا.
وفيه في قوله: (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار) الآية نزلت في غزاة تبوك وما لحق المسلمين فيها من العسرة حتى هم قوم بالرجوع ثم تداركهم لطف الله سبحانه قال الحسن: كان العشرة من المسلمين يخرجون على بعير يعتقبونه بينهم يركب الرجل ساعة ثم ينزل فيركب صاحبه كذلك، وكان زادهم الشعير المسوس والتمر المدود والإهالة السنخة وكان النفر منهم يخرجون ما معهم من التميرات بينهم فإذا بلغ الجوع من أحدهم اخذ التمرة فلاكها حتى يجد طعمها ثم يعطيها صاحبه فيمصها ثم يشرب عليها جرعة من ماء كذلك حتى يأتي على آخرهم فلا يبقى من التمرة إلا النواة.
وفيه في قوله: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) الآية نزلت في شأن كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية، وذلك أنهم تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يخرجوا معه لا عن نفاق ولكن عن توان ثم ندموا فلما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة جاءوا إليه واعتذروا فلم يكلمهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقدم إلى المسلمين بأن لا يكلمهم أحد منهم فهجرهم الناس حتى الصبيان، وجاءت نساؤهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلن له: يا رسول الله نعتزلهم؟ فقال: ولكن لا يقربوكن.
فضاقت عليهم المدينة فخرجوا إلى رؤوس الجبال، وكان أهاليهم يجيئون لهم
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»
الفهرست