تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٣٢٥
والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير - 73. يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولى ولا نصير - 74.
(بيان) تذكر الآيات شأنا آخر من شؤون المنافقين، وتكشف عن سوأة أخرى من سوأتهم ستروا عليها بالنفاق، وكانوا يحذرون ان تظهر عليهم وتنزل فيها سورة تقص ما هموا به منها.
والآيات تنبئ عن أنهم كانوا جماعة ذوي عدد كما يدل عليه قوله: (إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) وأنه كان لهم بعض الاتصال والتوافق مع جماعة آخرين من المنافقين كما في قوله: (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض) الآية وأنهم كانوا على ظاهر الاسلام والايمان حتى اليوم وإنما نافقوا يومئذ أي تفوهوا بكلمة الكفر فيما بينهم وأسروا بها يومئذ كما في قوله: (قد كفرتم بعد إيمانكم).
وأنهم تواطئوا على أمر دبروه فيما بينهم فأظهروا عند ذلك كلمة الكفر وهموا على أمر عظيم فحال الله بينهم وبينه فخاب سعيهم ولم يؤثر كيدهم كما في قوله: (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا).
وأنه ظهر مما هموا به بعض ما يستدل عليه من الآثار والقرائن فسألوا عن ذلك فاعتذروا بما هو مثله قبحا وشناعة كما في قوله: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) والآيات التالية لهذه الآيات في سياق متصل منسجم تدل على أن هذه الوقعة أيا ما كانت وقعت بعد خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزوة تبوك ولما يرجع إلى المدينة كما يدل عليه قوله: (فإن رجعك الله إلى طائفة منهم) الآية آية 83 من السورة: وقوله:
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست