تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢٦٦
الكنز المدفون في الأرض غير أن الكنز يختص بشئ زائد وهو خيانة ولى الامر في ستر المال وغروره كما تقدم ذكره في البيان المتقدم.
* * * إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين - 36. إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما و يحرمونه عاما ليواطؤا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدى القوم الكافرين - 37.
(بيان) في الآيتين بيان حرمة الأشهر الحرم ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب الفرد وتثبيت حرمتها وإلغاء نسئ الجاهلية، وفيها الامر بقتال المشركين كافة.
قوله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض) الشهر كالسنة والأسبوع مما يعرفه عامة الناس منذ أقدم اعصار الانسانية، وكأن لبعضها تأثيرا في تنبههم للبعض فقد كان الانسان يشاهد تحول السنين ومرورها بمضي الصيف والشتاء والربيع والخريف وتكررها بالعود ثم العود ثم تنبهوا لانقسامها إلى اقسام هي اقصر منها مدة حسب ما ساقهم إليه مشاهدة اختلاف اشكال القمر من الهلال إلى الهلال، وينطبق على ما يقرب من ثلاثين يوما وتنقسم بذلك السنة إلى اثنى عشر شهرا.
والسنة التي ينالها الحس شمسية تتألف من ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وبعض
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست