تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤١٠
في وطئ الأختين المملوكتين كما نقلوا عنه (1).
إلا ما قد سلف استثناء من لازم المعنى، أو منقطع، معناه: لكن ما سلف مغفور له.
إن الله كان غفورا رحيما: أي يغفر لما سلف منهم قبل الاسلام من الجمع بين الأختين، فإن الاسلام يجب ما قبله.
وفي كتاب الخصال: عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد (عليهم السلام) أنه قال: سئل أبي (عليه السلام) عما حرم الله (عز وجل) من الفروج في القرآن وعما حرمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سنته؟ فقال: الذي حرم الله (عز وجل) من ذلك: أربعة وثلاثون وجها، سبعة عشر في القرآن، وسبعة عشر في السنة، وأما التي في القرآن فالزنا، قال الله (عز وجل): " ولا تقربوا الزنا " (2) ونكاح امرأة الأب، قال الله (عز وجل): " ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء " و " أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن، فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف "، والحائض حتى تطهر قال الله (عز وجل): " ولا تقربوهن حتى يطهرن " (3) والنكاح في الاعتكاف، قال الله (عز وجل): " ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد " (4).
فأما التي في السنة فالمواقعة في شهر رمضان نهارا، وتزويج الملاعنة بعد اللعان.
والتزويج في العدة والمواقعة في الاحرام. والمحرم يتزوج أو يزوج، والمظاهر قبل أن

(١) قال البيضاوي: ج ١ ص ٢١٣ عند تفسيره لقوله تعالى: " إلا ما ملكت ايمانكم ": ما لفظه (وقوله:
أو ما ملكت أيمانكم، فرجح علي كرم الله وجهه التحريم وعثمان رضي الله عنه التحليل، وقول علي أظهر، لان آية التحليل مخصوصة في غير ذلك، ولقوله (عليه الصلاة والسلام): ما اجتمع الحلال أظهر، لان آية التحليل مخصوصة في غير ذلك، ولقوله (عليه الصلاة والسلام): ما اجتمع الحلال والحرام إلا غلب الحرام).
(٢) الاسراء: ٣٢.
(٣) البقرة: ٢٢٢.
(٤) البقرة: ١٨٧.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 416 ... » »»
الفهرست