الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٣٠٠
سورة الفلق وهي خمس آيات بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق. ومن شر غاسق إذا وقب.
____________________
سورة الفلق مختلف فيها. وهي خمس آيات (بسم الله الرحمن الرحيم) الفلق والفرق الصبح، لأن الليل يفلق عنه ويفرق فعل بمعنى مفعول، يقال في المثل: هو أبين من فلق الصبح ومن فرق الصبح، ومنه قولهم: سطع الفرقان إذا طلع الفجر، وقيل هو كل ما يفلقه الله كالأرض عن النبات والجبال عن العيون، والسحاب عن المطر والأرحام عن الأولاد، والحب والنوى وغير ذلك. وقيل هو واد في جهنم أو جب فيها من قولهم لما اطمأن من الأرض الفلق والجمع فلقان. وعن بعض الصحابة أنه قدم الشأم فرأى دور أهل الذمة وما هم فيه من خفض العيش وما وسع عليهم من دنياهم فقال: لا أبالي أليس من ورائهم الفلق؟ فقيل: وما الفلق؟ قال بيت في جهنم إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره (من شر ما خلق) من شر خلقه. وشرهم ما يفعله المكلفون من الحيوان من المعاصي والمآثم ومضارة بعضهم بعضا من ظلم وبغي وقتل وضرب وشتم وغير ذلك، وما يفعله غير المكلفين منه من الأكل والنهي واللدغ والعض كالسباع الوحشرات، وما وضعه الله في الموات من أنواع الضرر كالإحراق في النار والقتل في السم. والغاسق: الليل إذا اعتكر ظلامه من قوله تعالى - إلى غسق الليل - ومنه غسقت العين: امتلأت دمعا، وغسقت الجراحة: امتلأت دما. ووقوبه
(٣٠٠)
مفاتيح البحث: سورة الفلق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 307 ... » »»