الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٤٣٨
فإلينا يرجعون * ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون * الله الذي جعل لكم الانعام لتركبوا منها ومنها تأكلون * ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم
____________________
تعالى (فإلينا يرجعون) فقولك فإما نرينك بعض الذي نعدهم فإلينا يرجعون غير صحيح، وإن جعلت فإلينا يرجعون مختصا بالمعطوف الذي هو نتوفينك بقى المعطوف عليه بغير جزاء. قلت: فإلينا يرجعون متعلق بنتوفينك وجزاء نرينك محذوف تقديره: فإما نرينك بعض الذي نعدهم من العذاب وهو القتل والأسر يوم بدر فذاك، أو إن نتوفينك قبل يوم بدر فإلينا يرجعون يوم القيامة فننتقم منهم أشد الانتقام ونحوه قوله تعالى - فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون - (ومنهم من لم نقصص عليك) قيل بعث الله ثمانية آلاف نبي، أربعة آلاف من بني إسرائيل، وأربعة آلاف من سائر الناس. وعن علي رضي الله عنه: إن الله تعالى بعث نبيا أسود فهو ممن لا يقصص عليه، وهذا في اقتراحهم الآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم عنادا: يعنى أنا قد أرسلنا كثيرا من الرسل وما كان لواحد منهم (أن يأتي بآية إلا بإذن الله) فمن لي بأن آتي بآية مما تقترحونه إلا أن يشاء الله ويأذن في الإتيان بها (فإذا جاء أمر الله) وعيد ورد عقيب اقتراح الآيات، وأمر الله القيامة (المبطلون) هم المعاندون الذين اقترحوا الآيات، وقد أتتهم الآيات فأنكروها وسموها سحرا. الأنعام: الإبل خاصة. فإن قلت: لم قال (لتركبوا منها) ولتبلغوا عليها ولم يقل لتأكلوا منها ولتصلوا إلى منافع، أو هلا قال منها تركبون ومنها تأكلون وتبلغون عليها حاجة في صدوركم. قلت: في الركوب الركوب في الحج والغزو، وفي
(٤٣٨)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»