الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٤٤٢
فاعمل إننا عاملون
____________________
ولقد سمعه ولكنه لما لم يقبله ولم يعمل بمقتضاه فكأنه لم يسمعه. والأكنة جمع كنان وهو الغطاء والوقر بالفتح:
الثقل، وقرئ بالكسر، وهذه تمثيلات لنبو قلوبهم عن تقبل الحق واعتقاده كأنها في غلف وأغطية تمنع من نفوذه فيها كقوله تعالى - وقالوا قلوبنا غلف - ومج أسماعهم له كأن بها صمما عنه، ولتباعد المذهبين والدينين كأن بينهم وما هم عليه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هو عليه حجابا ساترا وحاجزا منيعا من جبل أو نحوه فلا تلاقى ولا ترائى (فاعمل) على دينك (إننا عاملون) على ديننا، أو فاعمل في إبطال أمرنا إننا عاملون في إبطال أمرك، وقرئ إنا عاملون. فإن قلت: هل لزيادة من في قوله - ومن بيننا وبينك حجاب - فائدة؟. قلت: نعم لأنه لو قيل وبيننا وبينك حجاب لكان المعنى: إن حجابا حاصل وسط الجهتين، وأما بزيادة من فالمعنى أن حجابا ابتدأ منا وابتدأ منك، فالمسافة المتوسطة لجهتنا وجهتك مستوعبة بالحجاب لافراغ فيها. فإن قلت: هلا قيل على
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»