الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٤٣٥
فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين * هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين * قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا
____________________
مضروبة على وجه الأرض (فأحسن صوركم) وقرئ بكسر الصاد والمعنى واحد. قيل لم يخلق حيوانا أحسن صورة من الإنسان. وقيل لم يخلقهم منكوسين كالبهائم كقوله تعالى - في أحسن تقويم - (فادعوه) فاعبدوه (مخلصين له الدين) أي الطاعة من الشرك والرياء قائلين (الحمد لله رب العالمين) وعن ابن عباس رضي الله عنهما " من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها: الحمد لله رب العالمين ". فإن قلت: أما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبادة الأوثان بأدلة العقل حتى جاءته البينات من ربه؟ قلت: بلى ولكن البينات لما كانت مقوية لأدلة العقل ومؤكدة لها ومضمنة ذكرها نحو قوله تعالى - أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون - وأشباه ذلك من التنبيه على أدلة العقل كان ذكر البينات ذكرا لأدلة العقل والسمع جميعا، وإنما ذكر ما يدل على الأمرين جميعا لأن
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»