التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٥٣٦
صلاتي، وسميت الصلاة تسبيحا لما فيها من تسبيح الله وتعظيم عبادته.
و (المسبحون) القائلون سبحان الله على وجه التعظيم له تعظيم العبادة، وقوله * (وإن كانوا ليقولون) * ف‍ (إن) هذه المخففة من الثقيلة بدلالة دخول اللام في خبرها، كما قال * (وإن ربك ليحكم بينهم) * (1) ويلزمها هذه اللام ليفرق بين (إن) الثقيلة والخفيفة التي للجحد في مثل قوله * (إن الكافرون إلا في غرور) * (2) والمعنى إن هؤلاء الكفار كانوا يقولون * (لو أن عندنا ذكرا) * أي كتابا فيه ذكر من كتب الأولين الذي أنزله على أنبيائه. وقيل:
يعني علما يسمى العلم ذكرا، لان الذكر من أسبابه، فسمى باسمه * (من الأولين) * الذين تقدمونا وما فعل الله بهم * (لكنا) * نحن أيضا من * (عباد الله المخلصين) * الذين أخلصوا العبادة له، فجعلوا العذر في امتناعهم من الايمان أنهم لا يعرفون اخبار من تقدمهم، وهل حصلوا في جنة أو نار، فقال الله تعالى * (فكفروا به) * يعني بالذكر، لأنهم طلبوا كتابا كما للأولين التوراة دالا على توحيد الله، فلما جاءهم القرآن كفروا به، وبمن جاء بالقرآن - في قول ابن عباس والسدي - فهددهم الله على هذا، الكفر فقال * (فسوف يعلمون) * في ما بعد إذا عاقبناهم بعقاب النيران.
قوله تعالى:
* (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين (171) إنهم لهم المنصورون (172) وإن جندنا لهم الغالبون (173) فتول عنهم

(1) سورة 16 النحل آية 124 (2) سورة 67 الملك آية 20
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»
الفهرست