التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٥٤١
فلاجتماع الساكنين. وقيل: إنه جعل من المصاداة وهي المعارضة. ومن فتح فلان الفتحة أخف من الكسرة، ولم يعدوا (صاد) آية، لأنه يشبه الاسم المفرد في أنه على ثلاثة أحرف في هجاء حروف المعجم، نحو (باب، وذات، وناب) وإنما يعد آية ما يشبه الجملة وشاكل آخره رؤس الآي التي بعده بالردف ومخرج الحروف. وليس - ههنا - شئ من ذلك.
واختلفوا في معنى (صاد) فقال قوم: هو اسم السورة على ما أخبرناه في ما مضى. وقال ابن عباس: هو اسم من أسماء الله أقسم به. وقال السدي: هو من حروف المعجم. وقال الضحاك: معناه صدق، وقال قتادة:
هو اسم من أسماء القرآن اقسم الله تعالى به. وقال الحسن: هو من المصاداة وهو (صاد) بالكسر أمر للنبي صلى الله عليه وآله أي عارض القرآن بعملك (والقرآن) قسم. فلذلك جر " ذي الذكر " قال ابن عباس: ذي الشرف، وقال الضحاك وقتادة: ذي التذكر. وقيل: معناه ذي الذكر للبيان والبرهان، المؤدي إلى الحق الهادي إلى الرشد الرادع عن الغي، وفيه ذكر الأدلة التي من تمسك بها سعد. ومن عدل عنها شقي. ومن عمل بها نجا. ومن ترك العمل بها هلك.
واختلفوا في جواب القسم، فقال قوم: هو محذوف وتقديره لجاء الحق وظهر، لان حذف الجواب في مثل هذا أبلغ، لان الذكر يقصر المعنى على وجه. والحذف يصرف إلى كل وجه فيعم. وقال قوم: جوابه ما دل عليه قوله " بل الذين كفروا " كأنه قال: والقرآن ذي الذكر ما الامر على ما قالوا - ذكر ذلك قتادة - وقال الفراء والزجاج: الجواب (كم) وتقديره لكم أهلكناه، فلما طال الكلام حذفت اللام وصارت (كم) جوابا للقسم
(٥٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 ... » »»
الفهرست