التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٥٤٢
واليمين. ومثله قوله " ونفس وما سواها فألهما " (1) فصارت " قد أفلح " تابعة لقوله " فألهمها " وكفى عن جواب القسم، وكأنه قال: والشمس وضحاها. لقد أفلح، وقال قوم: الجواب قوله " إن ذلك لحق تخاصم أهل النار " إلا أنه قد بعد عن أول الكلام.
وقوله " بل الذين كفروا في عزة وشقاق " اخبار منه تعالى أن هؤلاء الكفار قد مكنهم وأعطاهم القوة ليقووا بها على الطاعات، فتقووا - بسوء اختيارهم - بها على المعاصي وعلى دفع الحق الذي اتاهم وصاروا في شق غير شق رسولهم الذي من قبل ربهم. ثم اخبر تعالى انه أهلك أمما كثيرة قبل هؤلاء الكفار حين عصاه الذين كفروا، فلما نزل بهم العذاب نادوا واستغاثوا " ولات حين مناص " معناه لات حين فرار من العذاب. وقيل: المناص المنجاة يقال: ناص ينوص نوصا إذا تأخر وباص يبوص بوصا إذا تقدم قال امرؤ القيس:
أمن ذكر ليلى ان ناتك تنوص * فتقصر عنها خطوة وتبوص (2) ونصب (لات حين) لأنها مشبة ب‍ (ليس) من جهة أنها نفي ولا تعمل إلا في (الحين) خاصة لضعف الشبه عن منزلة (ما) إذ كانت (ما) تشبه (ليس) من جهة النفي والحال قال الشاعر:
تذكر حب ليلى لات حينا * وأضحى الشيب قد قطع القرينا (3) والوقف على (لات) بالتاء على قياس نظيرها من (ثمت، وربت) لان ما قبلها ساكن - وهو قول الفراء - والكسائي يقف بالهاء (لاه) يجعل الألف

(١) سورة ٩١ الشمس آية ٧ (٢) تفسير القرطبي ١٥ / ١٤٦ (٣) تفسير القرطبي ١٥ / 147
(٥٤٢)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 547 ... » »»
الفهرست