التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٣٧٧
ليت الشباب هو الرجيع إلى الفتى * والشيب كان هو البدء الأول أنشده الكسائي على أن * (هو) * الأول عماد والثاني اسم. و * (الحق) * هو الفعول الثاني، و * (يرى) * في الآية بمعنى * (يعلم) * وموضعه يحتمل أن يكون نصبا عطفا على * (ليجزي) * ويحتمل أن يكون رفعا بالاستئناف، وإيتاء العلم اعطاؤه إما بخلق العلم أو بنصب الأدلة المسببة له، فهو لطف الله تعالى لهم بما أداهم إلى العلم، فكان كأنه قد أتاهم * (الذي أنزل إليك) * يعني القرآن وما أنزله الله عليه من الاحكام يعلمونه حقا صحيحا لمعرفتهم بالله وآياته الدالة على صدق نبيه * (ويهدي) * يعني القرآن ويرشد إلى * (صراط العزيز الحميد) * يعني إلى دين الله القادر الذي لا يغالب، والحميد يعني المحمود على جميع أفعاله، وهو الله تعالى.
ثم حكى ان الكفار يقول بعضهم لبعض * (هل ندلكم على) * ونرشدكم إلى * (رجل ينبئكم) * أي يخبركم * (إذا مزقتم كل ممزق) * أي مزقت أعضاؤكم بعد الموت، وصرتم ترابا ورميما * (إنكم لفي خلق جديد) * ابتداء بأن لم يعمل فيها * (ينبئكم) * لأنه لو أعمل فيها لنصبها، يعيدكم ويحييكم، ويقولون: هذا على وجه الاستبعاد له والتعجب من هذا القول. ومعنى * (مزقتم) * بليتم وتقطعت أجسامكم. والعامل في (إذ) يقول - في قول الزجاج - وتقديره هل ندلكم على رجل يقول لكم إنكم إذا مزقتم تبعثون، وبكون (إذا) بمعنى الجزاء تعمل فيها التي تليها، قال قيس:
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها * خطانا إلى أعدائنا فنضارب والمعنى يكن وصلها، فلذلك جزم فنضارب. وقيل العامل فيه معنى الجملة كأنه قيل: يجدد خلقكم، ولا يجوز أن يعمل فيه ما بعد لام الابتداء، ولا ما
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»
الفهرست