التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٣٧٣
مغفرة ورزق كريم (4) والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم) * (5) خمس آيات.
قرأ حمزة والكسائي " علام الغيب " بتشديد اللام وألف بعدها وخفض الميم. وقرأه أهل المدينة وابن عامر ورويس بألف قبل اللام وتخفيف اللام وكسرها ورفع الميم. الباقون كذلك إلا أنهم خفضوا الميم، وهم ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وخلف وروح. وقرأ ابن كثير وحفص ويعقوب * (من رجز اليم) * برفع الميم - ههنا - وفي الجاثية، و * (معجزين) * قد مضى ذكره، (1) وقرأ الكسائي وحده (يعزب) بكسر الزاي. الباقون بضمها. و * (الحمد) * رفع بالابتداء و * (لله) * خبره.
والحمد هو الشكر، والشكر هو الاعتراف بالنعمة مع ضرب من التعظيم.
والحمد هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم، ونقيضه الذم، وهو الوصف بالقبيح على جهة التحقير، ولا يستحق الحمد إلا على الاحسان، فلما كان احسان الله لا يوازيه احسان أحد من المخلوقين، فكذلك لا يستحق الحمد أحد من المخلوقين مثل ما يستحقه، وكذلك يبلغ شكره إلى حد العبادة ولا يستحق العبادة سوى الله تعالى، وإن استحق بعضنا على بعض الشكر والحمد.
ومعنى قوله * (الحمد لله) * أي قولوا * (الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض) * معناه الذي يملك التصرف في جميع ما في السماوات، وجميع ما في الأرض، وليس لاحد منعه منه ولا الاعتراض عليه * (وله الحمد) * في الأولى يعني بما أنعم عليه من فنون الاحسان و * (في الآخرة) * بما يفعل بهم من الثواب

(1) انظر 7 / 329
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»
الفهرست