التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٣٦٦
يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما (71) إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا (72) ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما) * (73) أربع آيات.
امر الله تعالى المصدقين بوحدانيته المقرين بنبوة نبيه بأن يتقوا عقابه باجتناب معاصيه وفعل واجباته وأن يقولوا " قولا سديدا " أي صوابا بريئا من الفساد خالصا من شائب الكذب والتمويه واللغو. وقوله " يصلح لكم اعمالكم " جزم بأنه جواب للامر، وفيه معنى الجزاء. وتقديره: إن فعلتم ما أمرتكم به يصلح لكم اعمالكم. وإصلاحه أعمال العباد أن يلطف لهم فيها حتى تستقيم على الطريقة السليمة من الفساد، وذلك مما لا يصح إلا في صفات الله تعالى، لأنه القادر الذي لا يعجزه شئ العالم الذي لا يخفى عليه شئ " ويغفر لكم ذنوبكم " قيل: إنما وعد الله بغفران الذنوب عند القول السديد، ولم يذكر التوبة، لان التوبة داخلة في الأقوال السديدة، كما يدخل فيه تجنب الكذب في كل الأمور فيدخل فيه الدعاء إلى الحق وترك الكفر والهزل واجتناب الكلام القبيح.
ثم قال " ومن يطع الله ورسوله " في ما أمراه به ونهياه عنه ودعواه إليه
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»
الفهرست