التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٢٣
المؤمنين (52) وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون (53) فأرسل فرعون في المدائن حاشرين (54) إن هؤلاء لشرذمة قليلون (55) وإنهم لنا لغائظون (56) وإنا لجميع حاذرون (57) فأخرجناهم من جنات وعيون (58) وكنوز ومقام كريم (59) كذلك وأورثناها بني إسرائيل (60) فأتبعوهم مشرقين) * (61) عشر آيات بلا خلاف.
قرأ أهل الكوفة وابن عامر إلا الحلواني " حاذورن " بألف، الباقون بغير ألف. من قرأ بالألف قال: هو مثل شرب، فهو شارب، وحذر فهو حاذر. وقيل: رجل حاذر فيما يستقبل، وليس حاذرا في الوقت، فإذا كان الحذر له لازما قيل رجل حذر مثل سؤل وسائل، وطمع وطامع، وكان يجوز ضم الذال لأنهم يقولون: حذر وحذر - بكسر الذال وضمها - مثل يقظ ويقظ وفطن وفطن.
وقرأ عبد الله بن السائب " حادرون " بالدال - المهملة - بمعنى نحن أقوياء غلاظ الأجسام، يقولون: رجل حادر أي سمين، وعين حدرة بدرة إذا كانت واسعة عظيمة المقلة، قال امرؤ القيس:
وعين لها حدرة بدرة * شقت مآقيهما من أخر (1) وقيل الفرق بين الحاذر والحذر أن الحاذر الفاعل للحذر، أن يناله مكروه والحذر.

(١) ديوانه ٩٩ وتفسير القرطبي ١٣ / 104
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست