التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٢١
أي تناولت العصا ما موهوا به في أدنى مدة من الزمان، والتلقف تناول الشئ بالفم بسرعة، تقول: تلقف تلقفا والتقف التقافا واستلقف استلقافا. ومعنى (ما يأفكون) ما يوهمون الانقلاب زورا وبهتانا. وقيل كان عدد السحرة اثني عشر ألفا وكلهم أقر بالحق عند آية موسى.
قوله تعالى:
* (فالقي السحرة ساجدين (46) قالوا آمنا برب العالمين (47) رب موسى وهارون (48) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون (49) لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين (50) قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون) * (51) ست آيات.
قرأ أهل الكوفة إلا حفصا وروح " أأمنتم " بهمزتين مخففتين على الاستفهام. وروى حفص وورش ورويس بهمزة واحدة على الخبر. الباقون بهمزتين الأولى مخففة والثانية ملينة. ولم يفصل أحد بين الهمزتين بألف. وقد بينا نظائره فيما تقدم في الأعراف.
حكى الله تعالى أن السحرة لما بهرهم ما أظهره موسى (ع) من قلب العصا حية وتلقفها جميع ما أتعبوا نفوسهم فيه علموا أن ذلك من فعل الله، وأن أحدا من البشر لا يقدر عليه فآمنوا عند ذلك، وأذعنوا للحق وخروا ساجدين لله شكرا على ما أنعم به عليهم ووفقهم للايمان، وأنهم قالوا عند ذلك " آمنا " وصدقنا " برب العالمين " الذي خلق الخلق كلهم، الذي هو " رب موسى وهارون " وإنما
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست