التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٩
حشره يحشره حشرا، فهو حاشر والشئ محشور، وانحشر الناس إلى مكان إذا اجتمعوا إليه. والسحر لطف الحيلة حتى يتوهم المموه عليه أنه حقيقة. وقوله * (يأتوك) * أي يجيئوك * (بكل سحار) * مبالغة فيمن يعمل بالسحر * (عليم) * أي عالم بالسحر، وفي الكلام حذف، لان تقديره إنه انفذ الحاشرين في المدائن وانهم حشروهم * (فجمع السحرة) * على ما قالوه * (لميقات يوم معلوم) * لوقت يوم بعينه اختاروه وعينوه * (وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة) * ان غلبوا موسى، فالغلبة الاستعلاء بالقوة: غلبة يغلبه غلبة إذا قهره، وتغلب تغليبا وغالبه مغالبة وتغالبا تغالبا. وقد يوصف المستعلي على غيره بالحجة بأنه غلبه.
قوله تعالى:
* (فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين (41) قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين (42) قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون (43) فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون (44) فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون (45) آيات بلا خلاف.
قرأ حفص " تلقف " بتخفيف القاف، الباقون - بتشديدها - إلا أن البزي وابن فليح وقنبل شددوا التاء. قال أبو علي: من خفف القاف، فهو الوجه، لان من شددها يريد تتلقف، فادغم، وإنما أدغم، لأنه يلزمه إذا ابتدأ
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست