التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٦١
قوله تعالى:
والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون (196) آية.
هذا عطف على الآية الأولى، فكأنه قال قل وليي الله القادر على نصرتي عليكم وعلى من أراد بي ضرا. والذين تتخذونهم أنتم آلهة لا يقدرون على أن ينصروكم ولا أن يدفعوا عنكم ضررا. ولا يقدرون ان ينصروا أنفسهم أيضا لو أن إنسانا أراد بهم سوءا من كسر أو غيره.
وإنما كرر هذا المعنى لأنه ذكره في الآية التي قبلها على وجه التقريع، وذكره ههنا على وجه الفرق بين صفة من تجوز له العبادة ممن لا تجوز، كأنه قال: إن ناصري الله ولا ناصر لكم ممن تعبدون.
وإنما قال تدعون من دونه وهم يدعونهم معه، لان معنى من دونه من غيره ومع ذلك فإنه بمنزلة من افرد غيره بالعبادة في عظم الكفر والشرك.
قوله تعالى:
وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتريهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون (197) آية.
قال الفراء والزجاج: المعنى إن دعوتم هؤلاء الذين تعبدونهم من الأصنام إلى صلاح ومنافع لا يسمعوا دعاءكم، وتراهم فاتحة أعينهم نحو كم على ما صورتموهم عليه من الصور، وهم مع ذلك لا يبصرونكم.
قال الجبائي: جعل الله انفتاح عيونهم في مقابلتهم نظرا منهم إليهم مجازا، لان النظر حقيقة تقلب الحدقة الصحيحة نحو المرئي طلبا لرؤيته وذلك لا يتأتى في الجماد.
(٦١)
مفاتيح البحث: الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست