التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٢٤
قوله تعالى:
وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (170) آية هذا خطاب لنبينا محمد صلى الله عليه وآله يقول الله له: اذكر يا محمد الوقت الذي نتقا فيه الجبل اي رفعناه فوقهم حتى صار كأنه ظلة. وقيل: إنه رفع الجبل على عسكرهم فرسخا في فرسخ.
وامرأة منتاق وناتق كثيرة الولد. وقال ابن الاعرابي الناتق الرافع، والناتق الفاتق، الناتق الباسط، وقال العجاج:
ينتق انتقاق الشليل نتقا (1) يعني يرفعه عن ظهره. وقال الآخر:
ونتقوا أحلامنا الاثاقلا (2) وقال النابغة:
لم يحرموا حسن الغذاء وأمهم * دحقت عليك بناتق مذكار (3) ويروى طفحت عليك بناتق. ويقال: تتق السير إذا حركه، ويقال: ما ينتق برجله ولا يركض، والنتق نتق الدابة صاحبها حين تعدو به وتتبعه حتى تربو فذلك النتق. وقال بعضهم: معنى " نتقنا الجبل فوقهم " فرفعناه بنتقه نتقا. قال أبو عبيدة:
سمعت من يقول: أخذ الجراب فنتق ما فيه إذا نثر ما فيه والأصل نتقت كل شئ وقوله عز وجل " كأنه ظلة " يعني به غماما من الظلال وقول " وظنوا أنه واقع بهم " قال الحسن معناه علموا. وقال الجبائي والرماني: هو الظن بعينه، لأنه قوي في

(1) ديوانه 40 وتفسير الطبري الطبعة الثانية 9 / 109 (2) اللسان (نتق) وتفسير الطبري الطبعة الثانية 9 / 110 (3) اللسان (نتق) وتفسير الطبري الطبعة الثانية 9 / 110
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست