التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٥٣٧
وقوله " وخر موسى صعقا " قيل في معنى ذلك قولان:
أحدهما - قال ابن عباس والحسن وابن زيد وأبو علي الجبائي: إنه وقع مغشيا عليه من غير أن يكون قد مات بدلالة قوله " فلما أفاق " ولا يقال للميت إذا عاش أفاق، وإنما يقال: عاش أو حيي، وقال قتادة: معناه مات.
وقوله " قال سبحانك تبت إليك " قيل في معنى توبته ثلاثة أقوال:
أحدها - أنه تاب، لأنه سأل قبل أن يؤذن له في المسألة، وليس للأنبياء ذلك.
الثاني - أنه تاب من صغيرة ذكرها.
الثالث - أنه قال ذلك على وجه الانقطاع إليه والرجوع إلى طاعته، وإن كان لم يعص، وهذا هو المعتمد عندنا دون الأولين، على أنه يقال لمن جوز الرؤية على الله تعالى إذا كان موسى (ع) إنما سأل ما يجوز عليه فمن أي شئ تاب؟ فلابد لهم من مثل ما قلناه من الأجوبة.
فإن قيل: كيف يجوز أن يكون تجويز الرؤية صغيرا مع أنه جهل بالله على مذهب من قال إنه كان ذلك صغيرة؟!
قيل: لأنه إذا لم تكن الرؤية المطلوبة على وجه التشبيه جرى مجرى تجويزه أن تكون هذه الحركة من مقدورات الله في أنه لا يخرجه من أن يكون عارفا به تعالى، وإنما شك في الرؤية والحركة.
وقوله " وأنا أول المؤمنين " قيل في معناه قولان:
أحدهما - قال الجبائي: أنا أول المؤمنين بأنه لا يراك شئ من خلقك فأنا أول المؤمنين من قومي باستعظام سؤال الرؤية.
الثاني - قال مجاهد: وأنا أول المؤمنين من بني إسرائيل.
قوله تعالى:
قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين (143) آية بلا خلاف.
(٥٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 ... » »»
الفهرست