التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٤١١
أحدها - أنهم فضلاء المؤمنين - في قول الحسن ومجاهد - قال أبو علي الجبائي هم الشهداء، وهم عدول الآخرة، وقال أبو جعفر (ع) هم الأئمة، ومنهم النبي صلى الله عليه وآله.
وقال أبو عبد الله (ع) الأعراف كثبان بين الجنة والنار، فيوقف عليها كل نبي وكل خليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه، كما يوقف قائد الجيش مع الضعفاء من جنده، وقد سبق المحسنون إلى الجنة، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه انظروا إلى اخوانكم المحسنين، قد سبقوا إلى الجنة فيسلم المذنبون عليهم. وذلك قوله " ونادوا أصحاب الجنة ان سلام عليكم ".
ثم اخبر تعالى " انهم لم يدخلوها وهم يطمعون " يعني هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنة، وهم يطمعون ان يدخلهم الله إياها بشفاعة النبي والامام، وينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار، فيقولون " ربما لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ". ثم ينادي أصحاب الأعراف، وهم الأنبياء والخلفاء أهل النار مقرعين لهم " ما أغنى عنكم جمعكم... أهؤلاء الذين أقسمتم " يعني هؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحتقرونهم وتستطيلون بدنياكم عليهم. ثم يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر الله لهم بذلك " ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون " (1).
ويؤكد ذلك ما رواه عمر بن شيبة وغيره: ان عليا (ع) قسيم الجنة والنار، فروى بن شيبة بأسناده عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (يا علي كأني بك يوم القيامة وبيدك عصا من عوسج تسوق قوما إلى الجنة وآخرين إلى النار).
الثاني - قال أبو مجلز: هم ملائكة يرون في صورة الرجال.
الثالث - قال حذيفة:، هم قوم تبطئ بهم صغائرهم إلى آخر الناس.
الرابع - قال الفراء والزجاج وغيرهما: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فأدخلهم الله تعالى الجنة متفضلا عليهم. وطعن الرماني والجبائي

(1) سورة الأعراف آية 47 - 48.
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»
الفهرست