التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٣٠١
الأنثى حرمت عليهم كل أنثى. ثم قال " اما اشتملت عليه أرحام الأنثيين " فلو قالوا ذلك حرم عليهم الذكر والأنثى، لان الرحم يشتمل عليهما، قال الحسن معناه ما حملت الرحم.
وقوله " نبئوني " بعلم ان كنتم صادقين " في ذلك.
وقوله " آلذكرين " دخلت الف الاستفهام على الف الوصل لئلا يلتبس بالخبر، ولو أسقطت جاز، لان (أم) تدخل على الاستفهام، وعلى هذا أجاز سيبويه قول الشاعر أن يكون استفهاما:
فوالله ما أدري وان كنت داريا شعيب بن سهم أم شعيب بن منقر (1) أجاز تقديره أشعيب. و (ما) في قوله " أما اشتملت " في موضع نصب عطفا على الأنثيين، وإنما قال: الأنثيين مثنى، لأنه أراد من الضأن والمعز.
قوله تعالى:
ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل الذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصيكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (144) آية بلا خلاف.
قوله " ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين " تفصيل لتمام الثمانية أزواج التي أجملها في الآية الأولى. وقد بينا معنى قوله " آلذكرين حرم أم الأنثيين اما اشتملت عليه أرحام الأنثيين " واصل الاشتمال الشمول تقول: شملهم الامر يشملهم شمولا فهو شامل، ومنه الشمال لشمولها على ظاهر الشئ

(1) مر تخريجه في 4 / 199.
(٣٠١)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست