التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ١٢٢
قوله تعالى:
ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتيم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين (34) آية بلا خلاف.
سلى الله تعالى بهذه الآية نبيه صلى الله عليه وآله بان اخبر ان الكفار قد كذبوا رسلا من قبلك، وصبر الرسل على تكذيبهم وعلى ما نالهم من أذاهم، وتكذيب الكفار لهم، حتى إذا جاء نصر الله إياهم على المكذبين، فمنهم من نصرهم عليهم بالحرب ومكنهم من الظفر بهم حتى قتلوهم، ومنهم من نصرهم عليهم بان أهلكهم واستأصلهم كما أهلك عادا وثمودا وقوم نوح ولوط، وغيرهم.
فأمر الله نبيه صلى الله عليه وآله بالصبر على كفار قومه وأذاهم إلى أن يأتيه نصره كما صبرت الأنبياء. وقوله " لا مبدل لكلمات الله " معناه لا أحد يقدر على تكذيب خبر الله على الحقيقة، ولا على إخلاف وعده فان ما أخبر الله به ان يفعل بالكفار، فلابد من كونه لا محالة، وما وعدك به من نصره فلابد من حصوله، لأنه لا يجوز الكذب في اخباره، ولا الخلف في وعده. وقيل:
معناه انه لا مبطل لحججه وبراهينه ولا مفسد لأدلته.
وقوله " ولقد جاءك من نبأ المرسلين " معناه انه لا تبديل لخبر الله ولا خلف لذلك ولا تكذيب، وان ما أخبر الله به ان ينزله بالكفار فإنه سيفعل بهم كما فعل بأمم من تقدم من الأنبياء الذين أنزل الله عليهم العذاب واستأصلهم بتكذيبهم أنبياءهم وعرفك أخبارهم على صحتها.
قوله تعالى:
وإن كان كبر عليك إعراضهم فان استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست