التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ١٠٢
من أنهم أخبروا أنهم لم يكونوا مشركين عند أنفسهم في دار الدنيا وان الله كذبهم وأنهم كانوا كاذبين على الحقيقة وان اعتقدوا خلافه في الدنيا. فأما معارفهم في الآخرة فضرورية عند البصريين، وعند البلخي ومن وافقه، حاصلة على وجه هم ملجؤون إليها، فعلى الوجهين معا لا يجوز أن يقع منهم القبيح لا محالة.
قوله تعالى:
ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين (25) آية بلا خلاف.
قال مجاهد قوله " ومنهم من يستمع إليك " يعني قريشا. وقال البلخي:
أي من أهل الكتاب والمشركين من يجالسك ويريد الاستماع منك والاصغاء إليك " وجعلنا على قلوبهم أكنة " لأنهم لا يفقهوه، لألفهم الكفر وشدة عداوتهم " حتى إذا جاؤوك يجادلونك " أي حتى إذا صار الامر إلى الجدال ظهروا الكذب وعاندوا، فقالوا " ان هذا الا أساطير الأولين " أي ليس هذا إلا أساطير الأولين. وقال قوم: نزلت في النظر بن الحارث بن كلدة. وقال الضحاك: معنى أساطير الأولين أحاديث الأولين وكل شئ في القرآن أساطير، فهو أحاديث.
و (الأكنة) جمع كنان - بكسر الكاف - وهو كالغطاء والأغطية " وفي آذانهم وقرأ " أي ثقلا، والوقر بكسر الواو الحمل، يقال وقرت الاذن لوقر قال الشاعر:
وكلام سيئ قد وقرت * أذني منه وما بي من صمم ونخلة موقرة وموقر، ونخيل مواقير. قال يونس سألت رؤبة، فقال
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست