فتح المعين - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٨٣
عرضت عليه الوظائف والمراتب فلم يقبلها (17)، وكم ساعد أناسا في طبع الكتب وفي تحقيقها من غير أن يأخذ على ذلك أجرا (18).
فهو لم يأكل بعلمه قط، وهذه فضيلة لا توجد عند أحد من علماء العصر.
ثم من الظلم البين والإسفاف القبيح إتيان بكر بكلمة مخنثة قالها مخنث في وصف النساء (يقبل بأربع ويدبر بثمانية) (19) تذكر في وصف

(17) ففتنة المال والمنصب والوظيفة سقطت مخذولة مدحورة تحت نعليه وهذا من توفيق الله تعالى له، وحفظه إياه، وكان لسان حاله يقول:
قل للأمير نصيحة لا تركنن إلى فقيه إن الفقيه إذا أتى أبوابكم لا خير فيه (18) علماء العصر غلب عليهم الذل لأجل الوظيفة والراتب، بل هناك من ادعى منهم أنه المحدث العلامة المحقق ابن البان، في كل يوم يشاجر ويعارك أصحابه وتلاميذه على حقوق الطبع وما يتعلق بذلك من دراهم ودنانير، ومن المعلوم أن أهل الحديث في السابق عابوا على من أخذ أجرة على الحديث، بل تركوا الرواية عنه واليوم يبنون العمارات الضخمة، ويشترون السيارات الفخمة، ومنهم من يدعي العلم ويتبجح به على خلق الله تيها بتلك الأموال التي تأتيهم من طرق (الثعلب) و (الحصين) بناء على أنها لطلبة العلم الشرعي الشريف، وهي حقيقة لمن يستغلها لنفسه ويطمس بها قواعد الدين الحنيف، ووكلاء تلك الأموال يستأجرون بها المرتزقة ليؤلفوا في الطعن بأئمة المذاهب والأشاعرة أهل السنة، وليثيروا الخلافات المطموسة التي لا معنى لها بين المسلمين، وهم يشربون كؤوس الزنجبيل في حضرة ثعلب الحصين، فيجري كل هذا على أعين القضاة والمفتين وهم في غمرة ساهون، وعن الانكار لاهون، ومن الكلام خائفون ومن التحقيق العلمي مفلسون، فإلى الله المشتكى.
(19) ذكر ذلك الدكتور أبو زيد ص (35) من كتابه براءة أهل السنة. ومن افتراء الدكتور بكر أبي زيد على الإمام الكوثري قوله في كتابه (ابن قيم الجوزية حياته وآثاره) ص (18 و 19) أن اسم كتاب السبكي: (السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل) هو من انتحال الإمام الكوثري ووضعه.
قال الدكتور بكر ص (19) من كتابه المذكور:
لقد تصفحت الكثير من كتب التراجم والمعاجم فلم أر هذا النبز - يعني ابن زفيل لابن القيم ولا لغيره من أهل العلم، وقد سألت كثيرا من علماء الأمصار عن هذا النبز فلم أر من يعيرني عليه جوابا. ا ه‍ أقول: أنا أعرك عليه جوابا إن شاء الله تعالى: أحضر المجلد الثاني من كتاب (إتحاف السادة المتقين) للإمام المحدث الزبيدي الذي كتبه كما في آخره سنة 1197 ه‍ قبل ولادة الإمام الكوثري بمائة (100) عام، وافتح صحيفة (10) وانظر إلى ما فيها وهوما نصه:
وهذه القصيدة على وزن قصيدة لابن زفيل رجل من الحنابلة وهي ستة آلاف بيت رد فيها على الأشعري وغيره من أئمة السنة وجعلهم جهمية تارة وكفارا أخرى وقد رد عليها شيخ الإسلام التقي السبلاكي في كتاب سماه السيف الصقيل. اه‍، وفي صحيفة (105) من (إتحاف السادة المتقين) ما نصه: هكذا نقله السبكي في رسالة الرد على ابن زفيل. اه‍.
أقول: وأيضا نقل الدكتور بكر ص (18) من كتابه (ابن قيم الجوزية) في الحاشية ترجمة الإمام السبكي من كتاب الأعلام للزركلي (5 / 116) وللأسف أن الدكتور بكر تغافل ان ينقل من هناك ما ذكره الزركلي وأنني أنقله له من (4 / 302) من طبعة الأعلام التي بين يدي حيث يقول الزركلي في ترجمة الإمام السبكي:
من مؤلفاته.. و (السيف الصقيل - ط) رأيته بخطه في 25 ورقة في المكتبة الخالدية بالقدس في الرد على قصيدة نونية تسمى (الكافية) في الاعتقاد منسوبة إلى ابن القيم. اه‍ فلا نعلم هل تغافل الدكتور عن هذا، وهو يقول في كتابه المذكور ص (18) ولم يسم السبكي كتابه باسم (السيف الصقيل). اه‍ أم ان الذين يكلفهم الدكتور بالتأليف له ما كانوا بالمستوى العلمي المناسب؟!.
فعسى أن يتوب الدكتور من الوقيمة في علماء الأمة!.
ومن الغريب أن الدكتور يدعي بلسان حاله الاستقلال بالتحريم والتحليل فهو يعيب على الإمام الكوثري في كتابه (براءة أهل السنة) قوله بعض الكلمات لابن القيم فيقول الدكتور ص (16):
ومنه رميه ابن القيم بألفاظ متعفنة يأبى الطبع سماعها وذكر منها ص (7 1) جاهل وكذاب. اه‍ ثم يقع الدكتور بأكثر من ذلك حيث يصف الشيخ العلامة الصابوني أعلا الله شأنه في كتابه (التعالم) ص (42، 43) من الطبعة الثانية بالأوصاف التالية:
فهل سمعت بمفسر متعالم كذاب.
وهل سمعت بمفسر جاهل لا يدري السنة ولا يحفظ الكتاب.
وهل سمعت بمفسر يحمل آيات التنزيل ما لا يخطر على بال.
كل هذا قد جمع في هذا العصر، قليل الرشاد، كثير الفساد، لا يأنف متعالمه من الوصمة والعار.
وقد أبتلي المسلمون من قبل ومن بعد بجهود منكرة من طراز آخر، وأسوأ مثال في المعاصرة ما يراه البصير في كتاب (صفوة التفاسير) و (مختصر تفسير ابن كثير) كلاهما لخلفي محترق؟ ثم قال:
وقد فزع أهل العلم وطلابه من تطاول هذا المغبون في حظه من العلم والتقى..
الخ هراؤه اه‍.
وشيخ الدكتور بكر الشيخ ابن باز يقول في مقدمة براءة الدكتور ص (3) عن الإمام الكوثري رضي الله عنه: المجرم الآثم، الأفاك الأثيم اه‍ فنقول لك يا بكر ولأمثالك:
(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)؟!.
لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 80 81 83 85 86 86 94 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 توطئة 3
2 تقديم 4
3 فتح المعين بنقد كتاب الأربعين 11
4 مقدمة 12
5 نقد باب إيجاب قبول صفة الله تعالى 16
6 نقد في باب الرد على من رأى كتمان أحاديث صفات الله تعالى 19
7 نقد باب أن الله تبارك وتقدس وتعالى شيء 23
8 نقد باب أن الله عز وجل شخص 24
9 تنبيه 25
10 نقد باب إثبات النفس لله عز وجل 26
11 نقد باب الدليل على أنه تعالى في السماء 27
12 نقد باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي 29
13 نقد باب إثبات الحد لله عز وجل 31
14 نقد باب في إثبات الجهات لله عز وجل 32
15 نقد باب إثبات الصورة له عز وجل 34
16 نقد باب إثبات العينين له تعالى وتقدس 36
17 نقد باب إثبات اليدين لله عز وجل 38
18 نقد باب خلق الله الفردوس بيده 39
19 نقد باب إثبات الخط لله عز وجل 41
20 نقد باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده 42
21 نقد باب إثبات الأصابع لله عز وجل 43
22 نقد باب إثبات الضحك لله عز وجل 46
23 نقد باب إثبات القدم لله عز وجل 48
24 نقد باب الدليل على أن القدم هو الرجل 51
25 نقد باب إثبات الهرولة لله عز وجل 53
26 نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا 54
27 نقد باب إثبات رؤيتهم إياه عز وجل في الجنة 57
28 خاتمة فيها مسائل 58
29 بيني وبين الشيخ بكر 67