فتح المعين - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٨١
والعورة وما سوى ذلك فأقول به (15).
وأحد شيوخ المتمسلفين المعاصرين أثبت لله صورة وأن لآدم صورة تشبه صورة الله، وهو الشيخ حمود عبد الله التويجري في كتابه (عقيدة أهل الإيمان بخلق آدم على صورة الرحمن)، والشيخ حماد الأنصاري في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

(١٤) أثبت ابن تيمية في عدة من كتبه الحد لله تعالى ومنها في موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول المطبوع على هامش منهاج السنة (٢ / ٢٩) حيث نقل هناك عن عثمان الدارمي وأقره، وقد رددت عليه في هذه المسألة في رسالتي: (التنبيه والرد على معتقد قدم العالم والحد) وزاد ابن تيمية أيضا بأن لمكان الله حدا أيضا، فجعل خالق المكان حالا في مكان، ولفظ الحد كما هو معلوم لم يرد في كتاب ولا في سنة، فكيف يصف ابن تيمية وأتباعه كشارح الطحاوية الله تعالى بما لم يصف به نفسه.
وصاحب الطحاوية الإمام أبو جعفر السلفي ينزه الله تعالى في عقيدته عن الحد كما هو مسطور فيها، وشارحها يرد عليه فيثبت الحد بفذلكة غريبة وتدليس.
(١٥) القائل هو إمام الحنابلة وقدوة ابن تيمية القاضي أبو يعلى الحنبلي المتوفى سنة (٤٥٨ ه‍) كما نقل ذلك عنه الحافظ أبو بكر بن العربي في العواصم (٢ / ٢٨٣) وقال في حقه ثم مما أسف فيه الشيخ بكر حملته العدوانية على فضيلة الأستاذ المحقق العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري (١٦) رحمه الله تعالى.
ونحن وإن عبنا عليه تعصبه للمذهب الحنفي، لكراهتنا للتعصب المذهبي إطلاقا فإننا نقدر له علمه وفضله، ونعتبره وحيد عصره وفريد دهره في كثرة الاطلاع، وسعة المعلومات، وانتصابه للدفاع عن العقيدة، وتنقيتها من أوضار التمسلف.
ويكفي في فضله أنه رجل مجاهد، فر بدينه من بلده وتخلى عن وظيفته في وكالة المشيخة العثمانية، وعاش لعلمه ودينه فقيرا زاهدا عفيفا.
الحافظ ابن الأثير في (كامله)، في حوادث سنة (458): وهو مصنف كتاب الصفات أتى فيه بكل عجيبة، وترتيب أبوابه يدل على التجسيم المحض تعالى الله عن ذلك. 1 ه‍.
وفيه أيضا يقول أبو محمد التميمي ما معناه: لقد شان أبو يعلى الحنابلة شينا لا يغسله ماء البحار. اه‍ كما في الكامل (10 / 52) في حوادث سنة (458 ه‍).
قلت: لو أدرك التميمي ابن تيمية لجعل تلك الكلمة فيه نسأل الله السلامة في الدين.
(16) هو مجدد العصر بلا منازع ولا مدافع، رافع راية التنزيه والصادع بكلمة التوحيد، الذي أظهر قواعد التوحيد وشيد مبانيه، على نصوص الكتاب والسنة فبين معانيه، واضع الشجى في حلوق المبتدعة والمجسمة باجتهاد وجد مساعيه، الإمام المحدث العلامة المؤرخ الناقد واسع الاطلاع، كان رحمه الله تعالى ذا مشاركة في غالب الفنون الشرعية، أما التاريخ فكانت له اليد الطولى فيه، فكأن كتب الطباق والرجال والتاريخ تحت عينيه وبين يدية، يأخذ منها ما يشاء ويدع، ومصنفاته شاهدة على ذلك، ولد في قرية الحاج حسن أفندي شرق استنبول في 28 شوال سنة 1296 ه‍ المتوفى يوم الأحد 19 / ذي القعدة / 1371 رضى الله تعالى عنه. له ترجمة من صنع تلميذه أحمد خيري إلا أن مكانة هذا الإمام تتطلب كتابا حافلا بالتعريف به وبجهوده نسأل الله ان يوفقنا لذلك.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 80 81 83 85 86 86 94 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 توطئة 3
2 تقديم 4
3 فتح المعين بنقد كتاب الأربعين 11
4 مقدمة 12
5 نقد باب إيجاب قبول صفة الله تعالى 16
6 نقد في باب الرد على من رأى كتمان أحاديث صفات الله تعالى 19
7 نقد باب أن الله تبارك وتقدس وتعالى شيء 23
8 نقد باب أن الله عز وجل شخص 24
9 تنبيه 25
10 نقد باب إثبات النفس لله عز وجل 26
11 نقد باب الدليل على أنه تعالى في السماء 27
12 نقد باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي 29
13 نقد باب إثبات الحد لله عز وجل 31
14 نقد باب في إثبات الجهات لله عز وجل 32
15 نقد باب إثبات الصورة له عز وجل 34
16 نقد باب إثبات العينين له تعالى وتقدس 36
17 نقد باب إثبات اليدين لله عز وجل 38
18 نقد باب خلق الله الفردوس بيده 39
19 نقد باب إثبات الخط لله عز وجل 41
20 نقد باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده 42
21 نقد باب إثبات الأصابع لله عز وجل 43
22 نقد باب إثبات الضحك لله عز وجل 46
23 نقد باب إثبات القدم لله عز وجل 48
24 نقد باب الدليل على أن القدم هو الرجل 51
25 نقد باب إثبات الهرولة لله عز وجل 53
26 نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا 54
27 نقد باب إثبات رؤيتهم إياه عز وجل في الجنة 57
28 خاتمة فيها مسائل 58
29 بيني وبين الشيخ بكر 67