فتح المعين - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٧٧
حملة حملت في طيها الاستعداء على الشيخ وطلب إبعاده عن عمله، ومحاربته في رزقه (11).
وليس التمشعر الذي يذمه الشيخ بكر (12) بأقبح من التمسلف الذي يتمسك به.

(١١) بل بلغ من تعدي الدكتور على الأستاذ العلامة المحدث عبد الفتاح أبو غدة، أنه لمزه في كتابه الذي رد به على كتاب العلماء العزاب قائلا عنه: بأنه غدة خبيثة في الرياض يجب استئصالها، وهذا تعدي منهي عنه بنص كتاب الله تعالى في قوله سبحانه (ولا تنابزوا بالألقاب) واترك القارئ يحكم بما يشاء على فعل الدكتور أبي زيد.
(١٢) ومن العجيب - وإن كان لا عجب من متمسلفي هذا الأعصار - أن الدكتور أبو زيد يذم الأشعرية ص (٣٦) من براءته، ويتأجج غيظا وحنقا على الإمام المحدث الكوثري ويصفه بأنه متمشعر متهالك في عتبة التجهم والاعتزال، ولو كان الدكتور فهم العقيدة واستقى مسائلها من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأدرك أن المجسمة الذين حوله ممن يليه عن اليمين وعن الشمال عزين، أولى بالرد والتبكيت وخصوصا أمثال الذين يسعون لطبع كتب عثمان الدارمي. وأمثاله ممن يثبتون الحركة والجلوس والحد لله تعالى عما يقولون، وطبع كتب الحراني الذي يثبت قدم العالم بالنوع وعقائد أرسطو طاليس وغير ذلك، ومثلهم أولئك الذين يثبتون أن لله صورة تشبه صورة آدم، كما جاء في كتاب (عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن) لبلدي الدكتور وصديقه حمود التويجري حيث ذكر ص (٧٦) من الطبعة الثانية نقلا عن السفر الأول من التوراة أن الله يقول: (سنخلق بشرا على صورتنا يشبهها) وهل يجوز شرعا نقل العقائد وترجيح الروايات من التوراة المحرمة، التي قال الله عنها: قل فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين) وابن القيم إمام الدكتور وقدوته أيضا يقول في نونيته ذاما السادة الأشاعرة قواهم الله تعالى: (والعرش أخلوه من الرحمن) اه‍. مع أن جميع المسلمين يعتقدون أن الله تعالى متعالي ومنزه من أن يجلس في خلاء العرش، ويؤكد ابن القيم ذلك في كتابه بدائع الفوائد (4 / 39 - 40) فيقول إن الله يجلس على العرش، ويجلس بجنبه يوم القيامة سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم فهل هذا يجوز السكوت عنه يا دكتور أبي زيد؟!.
وهل هذا هو توحيد سلفية العصر؟!.
وهل هذا هو التوحيد الصافي من التمشعر والتجهم؟!
والكل يعلم أن السادة الأشاعرة الذين رفع الله منارهم في مشارق الأرض ومغاربها وعلى رأسهم في هذا العصر الإمام الكوثري ينفون هذا التجسيم والتشبيه الذي يقول به أئمة الدكتور وسادته، فهل يعادى بعد ذلك من ينفي عن الله تعالى ما لم يرد في كتاب وسنة؟! ومن الغريب من الدكتور أبي زيد أن من حوله من المتمسلفين الشتامين المتطاولين يعيثون في كتب العلماء فسادا ويشتمون الأكابر من العلماء أمام عينيه وفي البلد التي يسكنها ولا يتحرك له ساكن، ومنهم رقيع يدعى بالحداد، فردة سبتية لا ثاني لها، يرمي العلماء كالحافظ الزركشي والامام الغزالي والمحدث الزبيدي بالزندقة ويصف الحافظ الزركشي (بحمار) ومنه يتبين المستوى الرفيع الأدبي الذي وصل إليه هؤلاء المتمسلفون.
يقول هذا الحداد الذي يطفح قلبه غيظا وحقدا على بعض أئمة أهل السنة كالإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان في تعليقاته على عقيدة أبي حاتم الرازي ص (66):
ولم يذكرا - يعني أبا حاتم الرازي وأبا زرعة - في الأئمة أحدا من أهل الرأي، لأنهم ليسوا لأهل السنة بأئمة لا في اعتقاد ولا فقه ولا شئ، اه‍ قلت: ويكفي في رد هذا الاختلاق قول الذهبي في سير أعلام النبلاء (6 / 390) معرفا بالإمام الأعظم أبي حنيفة: الإمام فقيه الملة عالم العراق. اه‍، وقال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ (1 / 168):
كان إماما ورعا عالما عاملا متعبدا كبير الشأن لا يقبل جوائز السلطان بل يتجر ويتكسب، قال ضرار بن صرد: سئل يزيد بن هارون أيما أفقه الثوري أو أبو حنيفة؟
فقال: أبو حنيفة أفقه وسفيان أحفظ للحديث. وقال ابن المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس.. اه‍ كلام الذهبي.
ويقول هذا الحداد ص (131) من الكتاب الذي علق عليه عند ذكر شرح الحافظ ابن حجر العسقلاني على البخاري:
يسر الله من أهل السنة من يشرحه. اه‍ يعني أن فتح الباري وهو الشرح العظيم لصحيح البخاري ألفه رجل ليس من أهل السنة - يعني الحافظ - وهو يدعو الله تعالى ان ييسر للبخاري شارحا من أهل السنة يعني وهابيا مجسما حشويا بذئ اللسان يحتضنه الدكتور أبو زيد.
ومن التجسيم الصريح قول التويجري أول كتابه في الصورة: الحمد لله الذي خلق آدم بيديه وخلقه على صورته ونفخ فيه من روحه.. الخ اه‍ فهل أبقى هذا من التشبيه شيئا، وإذا لم يكن هذا تجسيما فما هو التجسيم؟! وقول ابن باز في الثناء على ذلك الكتاب مسطور في أوله تقريظا له، وقوله في مقدمة (براءة أهل السنة) عن الإمام المحدث الكوثري: وفضحتم فيها المجرم الآثم محمد زاهد الكوثري.. إلى آخر ما فاه به ذلك الأفاك الأثيم.. الخ اه‍.
ومنه يتبين لطلاب الحق والباحثين عنه مستوى هذه الجماعة وهذه الطائفة، ومدى تطاولهم على الناس، مع أنهم واقعون في عقائد غير محمودة، ويدعون إلى التجسيم وتشبيه الله تعالى بخلقه كما سيأتي إن شاء الله تعالى في التعليق الآتي.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 80 81 83 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 توطئة 3
2 تقديم 4
3 فتح المعين بنقد كتاب الأربعين 11
4 مقدمة 12
5 نقد باب إيجاب قبول صفة الله تعالى 16
6 نقد في باب الرد على من رأى كتمان أحاديث صفات الله تعالى 19
7 نقد باب أن الله تبارك وتقدس وتعالى شيء 23
8 نقد باب أن الله عز وجل شخص 24
9 تنبيه 25
10 نقد باب إثبات النفس لله عز وجل 26
11 نقد باب الدليل على أنه تعالى في السماء 27
12 نقد باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي 29
13 نقد باب إثبات الحد لله عز وجل 31
14 نقد باب في إثبات الجهات لله عز وجل 32
15 نقد باب إثبات الصورة له عز وجل 34
16 نقد باب إثبات العينين له تعالى وتقدس 36
17 نقد باب إثبات اليدين لله عز وجل 38
18 نقد باب خلق الله الفردوس بيده 39
19 نقد باب إثبات الخط لله عز وجل 41
20 نقد باب أخذ الله صدقة المؤمن بيده 42
21 نقد باب إثبات الأصابع لله عز وجل 43
22 نقد باب إثبات الضحك لله عز وجل 46
23 نقد باب إثبات القدم لله عز وجل 48
24 نقد باب الدليل على أن القدم هو الرجل 51
25 نقد باب إثبات الهرولة لله عز وجل 53
26 نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا 54
27 نقد باب إثبات رؤيتهم إياه عز وجل في الجنة 57
28 خاتمة فيها مسائل 58
29 بيني وبين الشيخ بكر 67