الإغاثة - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٤
وبينت معانيها الثابتة بنصوص القرآن من سياقاتها وأقوال الأئمة الفحول في ذلك فلتراجع.
فقد وجب الآن أن نكتب في بيان مشروعية الاستغاثة بسرد أدلتها الثابتة وأقوال السلف وأهل الحديث فيها، ليعلم الأساتذة الثلاثة الذين اجتمعت معهم خاصة وباقي الناس عامة أدلة جواز الاستغاثة، وهذا ما أدين الله به وأراه حقا وصوابا وتمسكا بالسنة فأن كان حقا أسأل الله تعالى أن يثبتني عليه وأن يلهم من أنكر ذلك أن يرجع إليه، كما أسأله تعالى إن كان باطلا أن يجنبنا إياه (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).
(اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه واستغفرك لما لا أعلمه به.
(فصل): في تعريف الاستغاثة وما يتعلق بذلك:
الاستغاثة عندي هي:
الطلب من النبي قبل وفاته أو بعد وفاته - لأنه بعد وفاته حي كما أخبر يسمع وتعرض عليه أعمال أمته - أن يدعو الله تعالى في تلبية حاجة لصاحب الحاجة، فقد طلب الناس منه (صلى الله عليه وسلم) الاستسقاء في حياته وبعد مماته كما سيأتي إن شاء الله في أدلة الاستغاثة، مع كون المطر بيد الله ليس بيد النبي كما هو معلوم ومشهور فقد جاء الرجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخطب فقال:
يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا - أي يمطرنا -.. الحديث وكان الرجل مسلما كما في الفتح (2 / 502) والصحابة كانوا يعرفون قول الله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) والنبي لم يقل لذلك الرجل إذا نزل بك قحط أو بلاء فلا تأتيني وتطلب مني الدعاء بل! عليك أن تدعو الله وحدك للآية. فاتضح أن هذه الآية لا تنفي الاستغاثة لأن ذكر الشئ لا ينفي ما عداه كما هو مقرر في الأصول.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « تعريف الكتاب 1 1 2 3 4 5 6 8 9 10 11 ... » »»