الإغاثة - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٦
وهذا الكلام لابن القيم موجود في كتاب الروح ص (53 - 54) طبعة دار الفكر الطبعة الثانية سنة 1986).
وهذا الكلام المتقدم نص عليه الإمام المناوي في فيض القدير (3 / 184) فراجعه.
2) وهناك أدلة عدة في حياة الأنبياء ستأتي أثناء عرض أدلة الاستغاثة فلا نريد التكرار والإطالة.
(فرع): في إثبات أن النبي (صلى الله عليه وسلم) يسمع بعد موته وكذا سائر الأموات إعلم يرحمك الله تعالى أن بعض من توهم أن الأموات لا يسمعون ظنوا أن قول الله تعالى (وما أنت بمسمع من في القبور) دليلا على ذلك، وليس كذلك، بل هذه الآية دليل على أن الكفار المصرين على الباطل لن ينتفعوا بالتذكير والموعظة كما أن الأموات الذين صاروا إلى قبورهم لن ينتفعوا بما يسمعونه من التذكير والموعظة بعد أن خرجوا من الدنيا على كفرهم، فشبه الله تعالى هؤلاء الكفار المصرين بالأموات من هذا الوجه، ونص على ذلك أهل التفسير فراجعه، وإني أنقل لك قول واحد منهم: جاء في مختصر تفسير ابن كثير رحمه الله للشيخ الصابوني حفظه الله تعالى (3 / 45) في تفسير آية (وما أنت بمسمع من في القبور) إن المعنى: أي كما لا ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم وهم كفار بالهداية والدعوة إليها كذلك هؤلاء المشركون الذين كتب عليهم الشقاوة لا حيلة لك فيهم، ولا تستطيع هدايتهم (إن أنت إلا نذير). ا ه‍ واعلم أن الله تعالى قال (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) النمل / 80، وأنت تعلم أن الأموات لا يولون مدبرين بعد العظة والتذكير وإنما المراد بذلك الكفار ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين: (مثل الذي يذكر الله تعالى والذي لا يذكره مثل الحي والميت) (1). فتأمل.

(١) الضمير في قوله سبحانه: (إذا ولوا مدبرين) عائد على الموتى وعلى الصم، لأن المراد بكل منهما الكفار، وهذا ظاهر بداهة، فالموتى والصم هم الكفار لا الأجساد، ونص على ذلك أئمة محققو المفسرين، بالإضافة إلى الأدلة التي أوردتها في هذه الرسالة في إثبات سماع الأموات بلا شك، أما قول أئمة التفسير: فقال الطبري في تفسيره (مجلد ١١ جز ٢٥ صحيفة ١٢):
وقوله (إنك لا تسمع الموتى) يقول: إنك يا محمد لا تقدر أن تفهم الحق من طبع الله على قلبه فأماته لأن الله قد ختم عليه أن لا يفهمه (ولا يسمع الصم الدعاء) يقول:
ولا تقدر أن تسمع ذلك من أصم الله عن سماعه سمعه (إذا ولوا مدبرين) يقول: إذا هم أدبروا معرضين عنه لا يسمعون له، لغلبة دين الكفر على قلوبهم ولا يصغون للحق ولا يتدبرون ولا ينصتون لقائله، ولكنهم يعرضون عنه وينكرون القول به والاستماع له. انتهى من. الطبري.
وهذا يثبت بلا شك أن الضمير في قوله (ولوا) يعود على الأموات وعلى الصم.
وكذا قال الإمام الحافظ أبو حيان في تفسيره النهر الماد (مطبوع مستقل دار الجنان ١٤٠٧ صحيفة ٢ / ٦٣٢) فليراجع.
وأما حديث: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت) فحديث ثابت في الصحيحين، أنظر الفتح (١١ / ٢٠٨) وقال الحافظ صفحة ٢١٠:
وقع في مسلم عن أبي كريب بلفظ: (مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر فيه مثل الحي والميت) ثم قال: الذي يوصف بالحياة والموت حقيقة هو الساكن لا السكن، وإن إطلاق الحي والميت في وصف البيت إنما يراد به سكن البيت، فشبه الذاكر بالحي الذي ظاهره تزين بنور الحياة.... الخ كلامه ا ه‍ فتبين بهذا التحقيق أن تشدق الألباني فيما ادعى فيه التحقيق في تعليقه على سنه ابن أبي عاصم (٤١٤) المسمى عنده بظلال الجنة: غلط محض بل باطل.
وكذا سيظهر في هذه الرسالة أن صاحب الكراسة المتهافتة التي رد بها على (الميداني) بنقل الرد من كتاب (التوصل إلى حقيقة التوسل) غلط، لأن الأصل وهو التوصل متهافت ملئ بالأغلاط وقد دنس فيه مؤلفه ثم:
ضعف ما يشا من الحديث * برأيه المستهجن الرثيث فلا يعول على كلامه كما سيتجلى أثناء هذه الرسالة، وخصوصا في حديث عائشة رضي الله عنها عند الدارمي كما ستراه إن شاء الله تعالى، فكيف بمن نقل عنه ونسخ من كتابه وهو لا يميز بين الغث والسمين، فظن نفسه أنه رد الحق بشئ هو في الحقيقة مل غيره لكنه نسبه إلى نفسه، ثم تبجح به، وقد رددت أيضا على أحد خريجي انشستر ممن يقول بقريب من ذلك من نفس فصيلة هذه الطائفة وكما قيل:
والقوم إخوان وشتى في الشيم * وقيل في شأنهم اشتدي زيم
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1 2 3 4 5 6 8 9 10 11 12 ... » »»