الإغاثة - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٨
إذا فهمت ذلك فتدبر الآن في أدلة سماع الأموات:
1) روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: (وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قليب بدر فقال:
هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ ثم قال: أنهم الآن يسمعون ما أقول.....
وفي رواية في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فقال عمر: يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. ا ه‍ ولا أدري أيصحح الألباني هذا الحديث أم يضعفه؟!
ومن رد هذا الكلام الصريح بكلام السيدة عائشة قلنا له:
ذكر العلامة حبيب الله الشنقيطي في كتابه زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم (4 / 4 - 5) نقلا عن الحافظ ابن حجر في فتح الباري ما نصه:
ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحاق رواية يونس بن بكير بإسناد جيد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة - يعني أنها أثبتت أن الأموات يسمعون - وفيه ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. وأخرجه أحمد بإسناد حسن فإن كان محفوظا فكأنها رجعت عن الانكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة لكونها لم تشهد القصة. ا ه‍ قلت: لا حجة بمعارضتها رضي الله عنها، وقد ثبت أنها رجعت، وكلام من شهد القصة مقدم على كلامها بلا ريب وهم رجال عدة. والحمد لله تعالى.
2) عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام) رواه الحاكم في المستدرك (2 / 421) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 8 9 10 11 12 13 ... » »»