الإغاثة - حسن بن علي السقاف - الصفحة ١٠
وإنما - جاء الإشكال على من ظن أن جملة (رد الله علي) بمعنى الحال، أو الاستقبال، وظن أن (حتى) تعليلية، وليس كذلك، وبهذا الذي قررناه ارتفع الإشكال من أصله وأيده من حيث المعنى: أن الرد لو أخذ بمعنى الحال والاستقبال لزم تكرره عند تكرر سلام المسلمين، وتكرر الرد يستلزم تكرار المفارقة، وتكرر المفارقة يلزم عليه محذوران:
أحدهما: تأليم الجسد الشريف بتكرار خروج الروح منه، أو نوع ما من مخالفة التكريم إن لم يكن تأليم.
والآخر: مخالفة سائر الشهداء وغيرهم، فإنه لم يثبت لأحد منهم أن يتكرر له مفارقة الروح وعودها في البرزخ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالاستمرار الذي هو أعلى رتبة.
انتهى كلام الحافظ السيوطي.
5) وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا، فليكسرن الصليب ويقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن المال فلا يقبله أحد، ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجبته).
قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 211): قلت: هو في الصحيح باختصار رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. ا ه‍ قلت: وفي قوله (لأجبته) دلالة ظاهرة في سماعه إياه.
6) وجاء في الصحيحين البخاري (الفتح 3 / 205) ومسلم وكذا عند أحمد والسدي والبزار وابن حبان مرفوعا:
(إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم).
7) جاء في حديث أبي هريرة والسيدة عائشة وبريدة واللفظ له عند مسلم وغيره كما في تلخيص الحبير (2 / 137): أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول إذا ذهب إلى المقابر: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أسال الله لنا ولكم العافية).
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»